الأخبار
حمدى رزق
فيض الخاطر - المواطن الكارت !!.
المواطن المصري ثلاثة، كارت وباقة وفاتورة، عن » المواطن الفاتورة »‬ لا تسل، أعماله وأشغاله ورزقه يتطلب مدداً هاتفياً، لا يتحمل انقطاع الخط، ويسيئه سوء الخدمة، ويتمتع بالنقاط الإضافية علي فاتورته الشهيرة ذات الأرقام الثلاثية.
»‬ المواطن الباقة »‬ ربما كان أوفر حظاً من »‬ المواطن الكارت »‬، والأخير تستهدفه شركات الاتصالات بضريبة القيمة المضافة بالإضافات الجزافية علي طريقة 36 في الميه.
المواطن الكارت بات ليلة الخميس وفي حلقه غصة، لماذا يتحمل المواطن الكارت كل هذا العنت.. مرار طافح، يشحن بعشرة يتلقي سبعة، ليس ذنبه أنه مواطن بكارت.
مضي زمن كان المواطن الكارت يمشي واثق الخطوة ملكاً، كل ما يفصل يشحن أو يقضيها رنات، المواطن الكارت مواطن صالح، يتعاطي الترشيد قسراً، علي قد فلوسه، عادة ضنين في المكالمات، لا يعرف للرغي طريقاً، ومن مأثوراته »‬الرصيد نفد»‬ ومنها »‬لقد نفد رصيدكم».. جملة تموع النفس، وتقبض القلب، وتدفعك لتحسس جيوبك الخاوية إلا من ثمن الدخان.
مواطن خجول، يطلب ويقفل اكتفاء بالميسد كول، يوفر الرصيد الشحيح لما هو ضروري، يشحن في أيام معلومات، أول الشهر عادة، ويزيد شحناً مع صرف الإضافي، المواطن الكارت جد حزين.
المواطن الباقة يتمتع ببحبوحة من الاتصالات، باقات أشكال وأنواع وفليكسات وإعلانات وتسعده طلة محمد بركات، يعيش إحساساً بالفخر، ويتعالي علي المواطن الكارت ويضع الموبايل أمامه علي المنضدة تفاخراً، وكل حين يطالع أخبار الكرة علي باقة النت، ويعلو صوته بانتصارات الريال في الدوري الأوروبي.
المواطن الكارت يضع موبايله في جيب البنطلون، ويخشي رنينه، البيت يتصل، الرنين ينتهي بميسد كول، ويترجم مكالمة والمكالمة مكلفة وعادة ما تقطع ليصبح الهم همين، هيلاقيها منين ولا منين من المكالمات الأسرية ولا من الاستقطاعات الفوقية.
المواطن الكارت وقود حملات المقاطعة الاجتهادية علي وسائل التواصل الاجتماعي، هنقاطع.. هنقاطع، وحط موبايلك علي وضع الطائرة، لا إرسال ولا استقبال، ولكنه يخون المقاطعة المقدسة ليطمئن علي الولد في المدرسة، وتلقي طلبات العيش والخضار من البيت، ليس لديه رفاهية المقاطعة الصارمة، أصلاً هو مقاطع ولكن مقاطعة عن مقاطعة تفرق كتير.
الشركات الثلاث تحط علي راس المواطن الكارت، قوة حط ثلاثية تصب في مصلحة الشركة الرابعة، الحضن الدافئ للمواطن الكارت، تفرد له جناح الرحمة، ويا خوفي يا بدران، شركات الاتصالات أول ما تشبع تفتري، وأول ما يتمكن إدمان الموبايل من المواطن الكارت يصليه عذاباً، الموبايل إدمان يصعب الإقلاع عنه.
رفقاً بالمواطن الكارت، المعذبون في الأرض يطلبون الرحمة، المواطن الكارت تجوز عليه الزكاة، أفلا ترحمونه، الرحمة حلوة، ارحموا من في الأرض، ليس كل المواطنين رغايين، الرغي رفاهية لم نعد نقدر عليها، والمقاطعة فرض عين، طوبي لمن حمل الكارت وتحمل الغرم.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف