جلال دويدار
خواطر - المصالحة الفلسطينية بالجهود والرعاية المصرية
من الأحداث السارة للمجتمع العربي وسط الكثير من الهموم التي تُثقل كاهله يبرز علي الساحة وصول وفد حكومة رام الله الفلسطينية الشرعية إلي قطاع غزة. يأتي ذلك بعد سنوات من انقطاع الصلة في اعقاب الانقلاب الذي اقدمت عليه حركة حماس.
الفضل في هذا الانجاز الذي يحسب لصالح القضية الفلسطينية يعود إلي جهود الدولة المصرية الدؤوبة من أجل التوصل للمصالحة الوطنية الفلسطينية. لرعاية ودعم هذه الخطوة وتقديم ضمانات نجاحها وصل بصحبة وفد حكومة رام الله وفد من أعلي مستوي من الأمن الوطني المصري برئاسة رئيس المخابرات المصرية اللواء خالد فوزي.
من المتوقع أن تكون مهمة الجانبين الفلسطيني والمصري اتخاذ الخطوات التنفيذية اللازمة والفاعلة التي تستهدف تسلم حكومة رام الله لمنفذ عبور غزة ـ العريش والاشراف علي الاجراءات الأمنية والفنية لانتظام عبور الغزاويين مما يؤدي إلي كسر الحصار المفروض عليهم. اتمام هذه المهمة يدخل ضمن بنود المصالحة التي تسمح لحكومة الوفاق الوطني الفلسطيني بتولي كل شئون قطاع غزة وهو ما يعني الإيقاف الكامل لإدارة شئونه بواسطة حركة حماس. سوف يعقب انتهاء تسلم الحكومة الشرعية لمعبر غزة وعودة موظفي الجهاز الإداري المركزي للقيام بكل المسئوليات. من المقرر الاتفاق علي مواعيد الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية والمجمدة نتيجة انقلاب غزة باعتبارها الخطوة التالية في اتفاق المصالحة.
إقدام الدولة المصرية علي التدخل وتعظيم جهودها مع كل الأطراف الفلسطينية لتحقيق المصالحة بين حماس وفتح ورام الله.. جاء علي خلفية ابداء حماس استعدادها لوقف نشاط الجماعات الإرهابية التي كانت تتخذ من غزة منطلقا لتنفيذ عملياتها في سيناء.
من ناحية أخري فقد كان الدافع لمصر لما قامت به هو مصلحة شعب غزة ورفع المعاناة التي أرهقته وكدرت حياته وجعلته لا يجد قوت يومه إلي جانب انهيار كل الخدمات في القطاع وبالأخص الخدمات الصحية. المهم ومن واقع هذه التجربة المريرة التي كان ضحيتها الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في غزة هو أن يتم استيعابها وأن تكون هذه المصالحة نهاية لما ارتبط بالقطاع وإدارة حماس له. علي ضوء ما هو منتظر من وراء هذه التطورات الايجابية فقد كان من حق شعب غزة أن يفرح وهو ما عبر عنه استقباله لوفدي حكومة رام الله والأمن الوطني المصري. لا جدال أن نجاح هذه المصالحة سوف تكون لها انعكاسات غاية في الاهمية علي مستقبل القضية الفلسطينية ودعم موقفها امام المجتمع الدولي.