الجمهورية
جلاء جاب اللة
سنة أولي "مصر السيسي" رؤية قائد .. وإرادة شعب
كل وسائل الإعلام تحتفل هذه الأيام بسنة أولي ¢مصر السيسي¢.. الكل يبرز الإيجابيات.. وبعض المغرضين الحاقدين يبرز السلبيات.. وكلاهما علي خطأ.. فالإيجابيات وهي كثيرة لا يمكن أن تخفي السلبيات.. والسلبيات التي يحاول البعض إبرازها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تغيب عن عيون العالم الإنجازات التي تحققت.
نعم كان عاما من الانجازات لمن لا يري أو يسمع أو يريد أن يفهم.. يكفي أن نشير إلي ملحمة قناة السويس الجديدة.. وشبكة الطرق.. والمشروعات الكبري خاصة المليون فدان.. بل يكفي أن نشير إلي مشكلة الكهرباء والحلول التي قضت علي نسبة كبيرة منها وبشكل يشبه الاعجاز وليس الانجاز وحده.. يكفي أن نشير إلي الأمن الذي تحقق بنسبة عالية قياسا بما قبله.. يكفي أن نتابع الانجازات التي تحققت بأيدي القوات المسلحة في الشارع المدني.. في البناء والتشييد.. والصحة والتعليم.. والطرق وفي كل المجالات.
المناورات التي قام بها الجيش والتدريبات والتسليح علي أعلي مستوي لم يشهده الجيش المصري منذ سنوات طويلة.
إنجازات علي كل المسارات.. وعلي كل الاتجاهات لا ينكرها إلا حاقد أو جاحد أو أعمي وهي تتحدث عن نفسها وتابعناها جميعا لكن الناس تريد المزيد والمزيد.. لماذا؟ لأن إهمال سنوات طوال تجسد أمامنا ونريد إصلاحه في لحظات.. الناس تريد أن تشعر بهذه الانجازات.. ولكي تشعر بما يحدث لابد من ثلاثة أشياء.. الأول أن يكون هناك ناتج سريع لما تحقق.. فقناة السويس الجديدة مثلا والتي سيفتتحها العالم في أغسطس المقبل إن شاء الله.. لن يشعر بآثارها الإنسان البسيط إلا بعد أن تبدأ المشروعات الضخمة التي نستعد لها من الآن بالفعل.. المليون فدان لن يشعر بها الإنسان البسيط إلا بعد أن تنتج.. لكن الطرق السريعة بدأنا نشعر بها بالفعل.. وأشياء أخري أكثر وأكبر ولكن الإنسان البسيط يريد أن يترجم كل هذه الانجازات في ثلاثة أمور سريعة أولها: الدخل ثانيها الصحة ثالثها التعليم.
منظومة الانجازات التي تحققت في سنة أولي ¢مصر السيسي¢.. منظومة لا يمكن أن يحققها إلا هذا الشعب.. لأنها تعبر عن إرادة شعب نفذ رؤية قائد مؤمن بوطنه ولديه رؤية وحب لتراب الوطن.. مؤمن بالله.. ¢ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب¢.
من يرد أن يعرف حجم هذه الانجازات فعليه أن ينظر حوله في العراق وسوريا وليبيا واليمن ليعرف أين وصلنا.. وكيف أنقذنا الله من هذا المصير المجهول.
من يرد أن يشعر بالانجاز فعليه أن يتابع منظومة الخبز بما فيها من سلبيات وكيف أنه لا أزمة في الخبز الآن.
من يرد أن يشعر بالانجاز يتابع معنا منظومة تطوير شبكة الكهرباء في مصر والتي مرت في يومين من أصعب أيام شدة الحرارة الأسبوع الماضي ونجحت بامتياز.
من يرد أن يشعر بالانجاز يعرف أن كل من انتقد الأسعار انتقد سعر البامية والطماطم وهو ما يعني أن بقية الأسعار مستقرة.
من يتابع حجم الانجاز في المحافظات.. شمالا وجنوبا يعرف جيدا ماذا يحدث في مصر.
رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب رجل الانجازات من بحري إلي قبلي يفتتح كل يوم مشروعا جديدا أو مشروعا كان متوقفا لعشرات السنين ونجح في أن يضخ دماء جديدة في عروقه فيعود للحياة.
مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي لم يكن مجرد مؤتمر اقتصادي عالمي ناجح فقط بل أيضا والأهم أنه رسالة من العالم كله لمصر واعتراف بإرادة الشعب.. ورؤية القائد.
السؤال الأهم: هل هذا يكفي برغم عظمة الإنجاز وروعة التحدي؟
الإجابة: لا.. نحن في حاجة إلي أكثر وأكثر.
علي المستوي السياسي: لا توجد حركة حزبية حقيقية مرتبطة بالشارع.. لا يوجد من يعبر عن الناس سياسيا بحق.. وهناك قيادات فوقية.. ونخبة مازالت تعيش في عالمها بعيدا عن الناس البسطاء في القري والنجوع والأحياء الشعبية.. ومازالت قوانين الانتخابات لم تصدر بشكل نهائي.. والانتخابات البرلمانية ستجري قبل نهاية العام.. ولكن أي انتخابات تلك وأي أحزاب ستنافس؟ الله أعلم.
علي المستوي الاقتصادي: هناك اعتراف دولي من منظمات عالمية لها قيمتها ومن البنك الدولي علي تحسن الاقتصاد المصري بشكل رائع.. بل اعتبرته هيئات دولية نموذجا يجب أن تحتذي به دول أخري.. لكن الحرب مازالت مشتعلة حول تحديد المنظومة الاقتصادية المثلي لمصر الآن.. ومدي امكانية تدخل الدول.. ومدي امكانية سيطرة رأس المال.. وعودة رجال الأعمال القدامي للصورة.. والاتهامات والضرب تحت الحزام.
كل تلك السلبيات حقيقية لكنها لا يمكن أن تكون عائقا أمام ما تحقق وما سيتحقق من أنجازات.
علي مستوي العلاقات الخارجية التي نجحت بامتياز في إعادة مصر قوة اقليمية وعادت لمكانتها الطبيعية برغم الحرب الباردة والساخنة ضدها من المعسكر الصهيوني المدعم من بعض الدول الاقليمية التي تخطط لإسقاط مصر في مستنقع الحرب الأهلية.
¢مصر السيسي¢ نجحت في تخطي الأزمات وكان آخرها زيارة الرئيس لألمانيا برغم كل مخططات الإخوان والإرهاب.. وقبلها العودة لأفريقيا وخاصة دول حوض النيل.. والعودة للتوازن الدولي.. وإعادة مصر كقودة اقليمية ومؤسسة لعدم الانحياز والحياد الايجابي.. والقمة العربية التي استضافتها مصر باقتدار.
علي مستوي الصحة وبرغم نجاح مصر في إعادة مستشفيات عديدة للعمل... وإعادة الروح لمراكز طبية وإنتاج دواء سوفالدي لمرضي الفيروس سي وبرغم نجاحات عديدة في مجالات طبية مهمة إلا أننا مازلنا في حاجة إلي ثورة طبية تحقق منظومة التأمين الصحي والاجتماعي لجميع أبناء الوطن ساعتها نكون قد حققنا النجاح الحقيقي.
بداية هذه المنظومة بدأت بالفعل من خلال إعادة هيكلة المستشفيات والمراكز الطبية وتطبيق نظم الجودة.. ولكننا نحتاج سرعة العمل في هذا المجال حتي نصل للهدف الأساسي وهو التأمين الصحي لكل أبناء الشعب.
علي مستوي الحرب ضد الإرهاب وهي حرب مقدسة في سيناء نجحت القوات الأمنية في توجيه ضربات حقيقية له.. لكن هناك حاجة إلي مزيد من الضربات ليس لتحقيق نصر علي عدو بل لإنهائه تماما من الوجود.
الحرب ضد الإرهاب علي كل المجالات قوية سواء الأمن أو السياسة أو الفكر ولكن هناك حاجة ماسة إلي ضربات أكثر إيلاما لهذا العدو المتخفي خلف أبرياء لا ذنب لهم.
ما يحدث من إرهاب خارج سيناء خاصة ضد أبراج الكهرباء أو ضد الشرطة المدنية في المدن وآخرها أمس في الأهرامات بالجيزة يحتاج إلي تضافر الشعب ومنظمات المجتمع المدني.. لأن الجيش والشرطة وحدهما لا يكفيان في هذه الحرب التي لا نعرف لها عدوا.. أو مكانا للمواجهة أو زماناً للتحدي لذلك لابد من تضافر الجميع في المواجهة الشرسة حتي يتحقق النصر.
علي المستوي الفكري الديني وتجديد الخطاب الديني.. فالأزهر من جانب والأوقاف من جانب آخر يعمل كل منهما بشكل منفرد لكنه متميز.. أما قضية الخلاف بين الإمام وتلميذه الوزير.. أو الخلاف بين الأزهر والأوقاف وقيام البعض بإلقاء البنزين لإشعالها فيجب ألا نهتم بها.. وأن نساند كل الجهود لاطلاق ثورة حقيقية من أجل الدين ولتصحيح الخطاب الديني والدنيوي والقيمي.
الثورة يجب أن تطول كل قيمنا الحياتية والأخلاقية التي أصبحت مهددة بالفناء.. فالاتكالية والفوضي والبلطجة وعدم احترام الكبير والخوف من العمل الخيري وتوجيه الاتهامات هنا وهناك بلا دليل.. والاساءة للإنسان ببساطة شديدة.. وقتله معنويا بدم بارد.. وغياب الرحمة من حياتنا.. وقيمة العمل.. والتسامح والرضا.. كلها قيم حياتية وإنسانية وبالتالي قيم دينية لأن رسولنا الكريم أرسله الله ليتمم مكارم الأخلاق. هذه القيم الدنيوية والدينية والأخلاقية تحتاج إلي ثورة مجتمعية.. ثورة منا وبنا ولنا.
الحديث عن سنة أولي ¢مصر السيسي¢.. والحديث عن رؤية القائد.. التي تنفذها وتتابعها إرادة شعب ومن أجل الشعب.. حديث يطول ويطول.. وهو حوار مستمر حتي نصل معا إلي رؤية حقيقية أو الأقرب إلي الواقع.
وإلي حديث مستمر إن كان في العمر بقية.
إن شاء الله
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف