الوفد
فكرية أحمد
قبل الوقوف لتحية العلم
أطفال لم تكد تتعلم النطق، مجرد براعم فى الروضة، لم يصلوا لمرحلة الإدراك الحقيقى للأشياء، أو يفرقوا بين أشكال وأسماء وألوان، ولم يقفوا بعد لتحية العلم، تحدثهم معلمة الفصل– التى تؤدى واجبها فى تعليمهم بكل حب وتفان– تحدثهم بأن لديهم غدا ضيفا عزيزا يتمتع بحب واحترام الجميع، وأن عليهم الاستماع لما سيقوله جديا ومحاولة فهمه، وفى اليوم التالى يأتى الضيف، إنه ضابط مرور بهيئته وزيه الرسمى، يجلس بين الأطفال على مقعد مشابه لمقاعدهم، ويبدأ كلامه معهم عن الشارع، والسيارات، وطرق الدراجات، وكيف يمكن ضمان أمن وحماية الأطفال ممن فى أعمارهم من حوادث الطرق، عن طريق الكاميرات المزروعة فى الشوارع والطرق، وعن طريق احترام المشاة وأيضا قادة السيارات لإشارات المرور، وتتواصل زيارات الضابط للفصل ومثله يزورون كل الفصول بالمدرسة تباعا، ولا تقتصر لقاءاته معهم- التى تعد جزءا عمليا من العملية التعليمية– على الفصل فقط، يصحبهم فى رحلات للشوارع المحيطة بالمدرسة، فيسير الضابط وخلفه مجموعة من الأطفال، وبرفقتهم معلمون مشرفون لتوجيه الأطفال ومتابعتهم، وعمليا يريهم الضابط إشارات المرور، وكيفية عملها، وأنواعها، وضرورة احترامها .
كما يحدثهم عن خطورة تجاوز أو خرق إشارات المرور، وما يسببه هذا من حوادث تهدد حياتهم، أو تسبب إعاقات بدنية للمواطنين، وتأثير ذلك على الأسرة والمجتمع، وما تتكبده الدولة من خسائر نتيجة هذه الخروقات، وان العقوبات المشددة وفقا للقانون فى انتظار المخالفين، وهكذا تتواصل لقاءات الضابط مع أطفال «الحضانة» لتمتد لمراحل التعليم الاخرى، كما تتم الاستعانة بأحد المتهمين السابقين بخرق المرور، الذى يستعرض تجربته أمام الاطفال، ويحكى لهم كيف وقع فى الخطأ ومدى ندمه بعد أن تم سجنه أو تغريمه، وشعوره القاسى بالحرمان من الحرية، والأذى النفسى الذى عاشه بعد أن ألحق الضرر ببشر آخرين بسبب تهوره، ويقدم نصائحه لهم حتى لا يقعوا فى الخطأ نفسه، وهكذا..
وما يقال عن رجل أو ضابط المرور، يقال عن ضابط الشرطة.. هذا يحدث فى هولندا، وفى دول اخرى بالغرب.. إنهم يرضعونهم الانتماء.. قبل أن يتعلموا الوقوف لتحية العلم.. وللحديث بقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف