عباس الطرابيلى
المساكن المغلقة.. عنصر إيجابي
أمر طبيعي أن تكون محافظة مطروح ومحافظة البحر الأحمر تسبقان محافظة القاهرة في عدد الشقق المغلقة.. والسبب أنهما محافظتان واعدتان في المجال السياحي والمصيفي.. فالأولى تحتل معظم مساحة الساحل الشمالي الغربي، بداية من غرب حدود محافظة الإسكندرية.. والثانية تحتل معظم مساحة ساحل البحر الأحمر من حدود محافظة السويس شمالاً حتى حدود مصر مع السودان حتى آخر نقطة عند خط عرض 22 شمالاً جنوب شلاتين وحلايب.
ففي التعداد الذي أعلنه اللواء أبوبكر الجندي، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء- أمام السيد رئيس الجمهورية- كشفت الأرقام أن مصر بها 12٫8 مليون وحدة سكنية خالية فيها 4٫6 مليون وحدة مكتملة البناء و4٫3 مليون وحدة تحتاج إلى تشطيب.. مع 2٫8 مليون وحدة مغلقة لوجود سكن آخر للأسرة.. وهذه مشكلة قائمة بحالها.
<< احتلت محافظة مطروح- ولا تقولوا محافظة مرسى مطروح، لأن المرسى هي عاصمة المحافظة كلها- أعلى نسبة بوجود 46٫9٪ من إجمالي الوحدات، أي تقترب من نصف عدد ما بها من وحدات سكنية والسبب تلك القرى السياحية التي نالت شهرتها منذ انطلق كل من يملك مالاً ليشتري شقة سياحية، أو أحد الشاليهات.. أو الفيلات، ليس فقط بسبب نقاوة الهواء الذي لم يشمه انسان قبلهم بمجرد عبوره البحر المتوسط بكل اتساعه.. ولكن أيضاً بسبب زرقة مياه هذا البحر.. والبعد عن ضوضاء المدن الكبرى.. بل والمصايف التاريخية مثل بورسعيد شرقاً ورأس البر ثم بلطيم إلى الإسكندرية وحتى العجمي وسيدي كرير وأبو تلات.. وكلما اتجه الناس غرباً- مع امتداد الساحل- كان هذا أفضل وهذا شجع الدولة على إنشاء مدينة العلمين الجديدة ربما لتصبح عاصمة لمحافظة جديدة مع الموانئ المقترحة.. والمطارات القديمة وما هو تحت الانشاء، وربما تحل «المحافظة الجديدة» مشاكل بقاء قرى هذا الساحل مجرد مناطق سياحية لتتحول إلى محافظة منتجة زراعية وصناعية.. ثم سياحية متكاملة تبدأ من مدينة الحمام غرباً إلى ما قبل منتصف الطريق إلى محافظة مرسى مطروح.. التي تمتد حدودها إلى غرب السلوم، حيث حدودنا الغربية مع الشقيقة ليبيا.
<< أما البحر الأحمر حيث عشق السياح الطليان في المقدمة، مع غيرهم من شعوب تهوى سياحة البحث عن الهدوء.. وهواة الغطس لاكتشاف عجائب البحر الأحمر.. فإن هذه المحافظة فيها الآن 39٫3٪ من الوحدات السكنية الخالية.. وهذه ليست في القرى السياحية الشهيرة فقط من جنوب حدود محافظة السويس وحتى حلايب وشلاتين فإن المناطق السياحية- القديمة نوعاً ما- من القصير والغردقة وسفاجة وجمصة إلى المناطق السياحية الواعدة حتى مرسى علم.. وربما يمتد هذا إلى حدودنا مع السودان.
وربما بسبب إقبال الناس على البحر الأحمر تنشيء الدولة الآن عدداً من الطرق الجديدة.. وما يجري في منطقة جبل الجلالة خير مثال ربما يؤدي في المستقبل إلى إنشاء محافظة جديدة والسبب طول امتداد منطقة وحدود محافظة البحر الأحمر الحالية.
<< ويجب ألا ننزعج من نسبة الوحدات الحالية في محافظتي مطروح والبحر الأحمر لأن هذه هي طبيعة المدن السياحية التي هي في المقام الأول مدن أو قرى سياحية.. أي مصيفية، ولكن البراعة تكمن في حُسن استغلالها في غير أوقات الذروة خصوصاً وأن الانجليز مثلاً يعشقون البحر الأحمر، في غير شهور الصيف.. وربما ننجح في جذب سياحة عربية من دول الخليج لأن معظم أبناء الخليج يحبون «خصوصية السكن» بعيداً من الفنادق.. المهم أن نحسن استغلال هذه الوحدات دون أن نعتدي على حق الملكية الخاصة.