الأخبار
مديحة عزب
نقطة نظام - أول استفتاء انفصالي أوروبي ينتهي بـ.. نعم
ربنا كبير.. فمثلما تجرعنا نحن العرب المر ألوانا في ثورات الخراب قبل عدة سنوات ولانزال نتجرعه وكانت نتيجته الحرب الضروس التي تخوضها مصر ضد الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، بخلاف تقسيم دولة عربية كالسودان إلي دولتين شمالا وجنوبا والمحاولات التدميرية الأخري التي لاتزال تجري في دول كالعراق وسوريا وليبيا واليمن تمهيدا لتفتيتها إلي دويلات قائمة علي أسس عرقية وطائفية كأكراد وعلويين وسنة وشيعة ومسلمين ومسيحيين، هذه الثورات التي حاول الغرب أن يخدعنا بها ويصورها لنا علي أنها ربيع عربي، قد دارت الدائرة بها وانتقلت بقدرة ربنا إلي أوروبا ورأينا بأعيننا ربيعا أوروبيا مماثلا حينما جاءت نتيجة أول استفتاء انفصالي أوروبي بنعم، والمعروف أن نتائج الاستفتاءات الانفصالية الأوروبية من قبل كانت تنتهي برفض الأغلبية.. الاستفتاء جري هذه المرة في إقليم كتالونيا والذي يريد أن ينفصل عن إسبانيا الدولة الأم حيث إن كتالونيا هي أغني إقليم إسباني، وبالرغم من أنه يحتل تسعة في المائة فقط من مساحة إسبانيا الجغرافية وخمسة عشر في المائة من عدد السكان إلا أنه يمتلك أكثر من عشرين في المائة من اقتصاد الدولة ككل.. وبعد مواجهات دامية بين الكتالونيين وبين الشرطة الإسبانية سقط علي أثرها مئات المصابين من الجانبين أقدمت السلطات الكتالونية بكل جرأة علي إجراء استفتاء شعبي بين أبناء الإقليم للتصويت علي انفصاله.. وشهدنا بالفعل جميعا يوم الأحد الماضي كيف اصطفت الملايين هناك في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتها في استفتاء الانفصال تمهيدا لإعلان كتالونيا دولة مستقلة ذات سيادة، وبالفعل جاءت النتائج مؤكدة لرغبة الكتالونيين في الانفصال، بل وأعلن رئيس إقليم كتالونيا أن نتائج الاستفتاء سيتم إحالتها في الأيام القليلة المقبلة إلي البرلمان الكتالوني حتي يتمكن من تنفيذ عملية الانفصال وإعلان الدولة.. صحيح أن إسبانيا لم تعترف بهذا الاستفتاء وصحيح أن دول العالم لم تعترف به هي الأخري ولكن يكفي أن أصواتا من الأمم المتحدة ومن مختلف العواصم الكبري خرجت لتؤكد حق الكتالونيين في تقرير مصيرهم »ولكن مش كده يا جماعة ومن غير صدام وخليكوا عاقلين« وبدأت التساؤلات: هل كتالونيا قادرة علي إنشاء دولة قوية؟ وأين سيلعب فريق برشلونة إذا انفصلت كتالونيا عن أسبانيا؟.. وبدأت المناشدات للطرفين بالحوار وضبط النفس.. ولكن لأن الميزان العالمي يكيل بمكيالين فإننا نعلم علم اليقين بأن موقفه الرافض لثورات الربيع الأوروبي قد ينجح في حماية دول الغرب من التفتت والانقسام بينما لا أحد يحمي العرب غير أنفسهم ووحدتهم، فهل ينجحون في الإفلات من واقعهم الأليم والذي يمهد لتفتيتهم إلي دويلات صغيرة ضعيفة مثلما أراد المخططون لهم من خلال ثورات الربيع العربي والذي كان طبعا برعاية ماما أمريكا والتي أدعو لها من كل قلبي: أشوفك يا أمريكا متقسمة ولاية ولاية ومتشحتفة في الأمم المتحدة والعصابات مدمراكي ومخرباكي زي مامشيتي في دمار وخراب الدول العربية..
ما قل ودل:
فيه ناس كده زي الكورة، تحطها علي راسك تقع، تحطها تحت رجلك تثبت..

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف