ما أحوجنا ونحن نحتفل غداً بذكري انتصارات أكتوبر إلي استعادة روح اكتوبر التي وحدتنا صفاً واحداً خلف قواتنا المسلحة وهي تعبر قناة السويس لتحرر أرضنا المحتلة في سيناء.
مازلت أذكر كيف نسينا خلافاتنا وصراعاتنا وتوحدت مواقفنا ومشاعرنا فيتلك اللحظات الحاسمة من تاريخ الوطن.. وكيف تطهرت نفوسنا من كل ألوان الشر حتي إنه لم تسجل جريمة واحدة طوال فترة الحرب.. قلوبنا وعقولنا تعلقت فقط بالأمل في النصر حتي تحقق بإذن الله علي يد ضباطنا وجنودنا البواسل في واحدة من أعظم الحروب في التاريخ والتي مازالت تدرس في أكبر الأكاديميات العسكرية في العالم.
من عاشوا هذه الأيام العظيمة في تاريخ مصر هم فقط من يدركون معني دعوتي لاستعادة روح أكتوبر.. أما شبابنا - للأسف - فلا يعرفون الكثير عن حرب اكتوبر أو البطولات التي تحققت فيها.. صحيح أنهم ربما يقرأون عنها النزر اليسير في الصحف أو يتابعون أحياناً ما تبثه الفضائيات من حوارات وأفلام عنها لكن الاحساس بعظمة انتصارات اكتوبر وما أحدثته من تغييرات في الشخصية المصرية مازال غائباً عنهم.
هذه الحرب المجيدة لم تأخذ حقها في مناهجنا أو أعمالنا الفنية.. ومع احتفالات أكتوبر كل عام نتذكر ذلك وننبه إليه ثم تنتهي الاحتفالات وينفض المولد.
شرفة الصحافة
كنا ننتظر افتتاح الدورة البرلمانية كل عام باشتياق للعودة إلي مقاعدنا في شرفة الصحافة بمجلس النواب.. انتزاع شرفة الصحافة من الصحفيين وتخصيصها للنواب (وياريتهم بيحضروا) أفقد الصحفيين متعة المتابعة الحية للمناقشات تحت القبة وما قد تحمله من مفاجآت تجعلنا متحفزين ومتابعين بكل حواسنا.. الآن ليس أمام المحررين البرلمانيين إلا أن يتكدسوا في قاعة مزودة بشاشة عرض كبيرة تنقل لهم ما يدور في الجلسات عبر دائرة مغلقة.. ووسط ازدحام القاعة بالصحفيين واختلاط الأصوات تضيع كل فرص المتابعة الجيدة للمناقشات والتفاعل مع أحداث الجلسة ولهذا تراجع مستوي التغطية الصحفية لجلسات البرلمان من تغطية ساخنة مشوقة في أحيان كثيرة إلي تغطية روتينية بلا روح.. المحررون البرلمانيون ليسوا مسئولين عن ذلك ولكن الظروف التي يعملون فيها لا تساعدهم علي الابداع.. »منه لله صاحب فكرة الاستيلاء علي شرفة الصحافة».
لم يقتصر الحرمان من المتابعة الحية للجلسات علي الصحفيين فقط بل امتد إلي المصورين أيضا الذين لا يسمح لهم بالتواجد في القاعة والتحرك بحرية لالتقاط الصور إلا لفترة وجيزة في بداية كل جلسة.. ولهذا افتقدت الصحف أيضا الصور الساخنة للوزراء والنواب تحت القبة.
ساعة الحساب
رئيس البرلمان المخضرم ـ في أي دولة - هو من يبدأ الدورة البرلمانية بمحاولة رأب الصدع وتسوية الخلافات التي شهدتها الدورة السابقة والتعهد بالتعاون مع الحكومة من أجل مصلحة الشعب.
لا أفهم أن يبدأ رئيس برلمان الدورة الجديدة بتهديد صريح لمن يري أنهم يحاولون تشويه صورة البرلمان يؤكد فيه أن ساعة الحساب قد حانت خلال أسابيع.
ما معيار التشويه الذي سيعتمده رئيس البرلمان ليقرر علي أساسه أن هذا الشخص لابد أن يحاسب وأن شخصا آخر يتحدث بموضوعية.. أي الكلمات سيعتبرها تشويها وأيها سيعتبرها نقداً بناءً؟ ما نراه ليس له مثيل في العالم ولا سابقة في تاريخ الحياة النيابية في مصر.. »ربنا يعدي الدورات الثلاث الباقية».