الأخبار
نوال مصطفى
حبر علي ورق - معركة «مشيرة».. وحلم اليونسكو
تابعت عن قرب الجهد الدءوب الذي تقوم به السفيرة مشيرة خطاب منذ الإعلان الرسمي لترشحها لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو من قبل الحكومة المصرية في يوليو 2016. أربعة عشر شهراً قضتها مشيرة متنقلة بين مطارات العالم وقاراته تنفيذا لخطة عمل مكثفة وضعتها حملتها الانتخابية بقيادة السفير محمد العرابي، والتزمت بها التزاما صارما.
حصدت خلال رحلاتها المكوكية تأييد معظم الدول الأفريقية التي اعتبرتها مرشحة القارة الأفريقية وليست مرشحة مصر فحسب. كما أيدت الترشيح الهند والسعودية والإمارات والجزائر. المنافسة التي تواجهها سفيرتنا المرشحة لتولي أهم ملف علي أجندة العالم "الثقافة ومواجهة فكر التطرف والإرهاب" من خلال المنظمة الثقافية الأولي في العالم "اليونسكو" ليست سهلة، بل شديدة الشراسة.
أبرز المنافسين لمشيرة ضمن المرشحين الثمانية هي المرشحة الفرنسية »أودري أزولاي»‬ التي رشحتها الحكومة الفرنسية، والتي جاء ترشحها مفاجأة للجميع، خاصة أن فرنسا كانت قد أعلنت قبل ذلك تأييدها لترشيح مشيرة خطاب، وميلها لأن يكون المدير القادم لليونسكو عربيا.
لا يمكن أن نغفل ما تفعله دولة قطر في هذه الانتخابات بأموالها، وحملاتها العدائية الرهيبة للهجوم علي مصر، يقود ذلك بإصرارعنيد المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري. أما المرشحون الخمسة الآخرون فيحملون جنسيات صينية وأذربيجانية وفيتنامية وعراقية ولبنانية.
أربعة مرشحين عرب من ثمانية سيجري عليهم الاقتراع السري الذي سيقوم به أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو في التاسع من أكتوبر الحالي، أي أننا علي بعد أيام قليلة من إعلان المرشح المنتخب لليونسكو والذي من المتوقع تسميته في الثالث عشر من أكتوبر، ثم رفعه إلي الجمعية العامة وتضم 195 عضوا باليونسكو لاعتماد المرشح المنتخب والذي نتمني أن يكون اسم: مشيرة خطاب الجديرة بالمنصب الرفيع لأسباب موضوعية بعيدا عن الانحياز العاطفي لمرشحتنا.
أحد تلك الأسباب أن التراث الثقافي المصري خاصة ما يتعلق بالآثار المصرية، هو تراث عالمي ملك للإنسانية، تشهد علي ذلك معابد أبو سمبل الشهيرة التي ساهم اليونسكو في إنقاذها باعتبارها تراثا عالميا. السبب الثاني أن مصر هي الدولة العربية التي تملك زخما ثقافيا تراكميا، وتعددية في الثقافات والديانات، كما أنها لعبت منذ قيام ثورة 1952 دورًا رائدًا في مساندة الدول العربية الشقيقة للحصول علي الاستقلال، وساهمت في النهوض بشعوب تلك الدول بإيفاد المدرسين المصريين لتعليم أبناء الشعوب العربية التي حصلت علي استقلالها، ولايزال الأخوة العرب من كافة البلدان العربية يحملون مشاعرالامتنان والاعتراف بدور مصر الثقافي في بناء دولهم بعد الاستقلال.
السبب الثالث يتعلق بموقف مصر الواضح من قوي الفكر الظلامي الذي تمثله جماعة الإخوان وكل الجماعات المتطرفة المتفرعة منها. وحرب مصر المستمرة ضد الإرهاب بكل صوره. كذلك رفض الشعب المصري بكل طوائفه لحكم الإخوان وخروجهم في 30 يونيو 2013 للمطالبة بإنهاء هذا الحكم الظلامي الذي استهدف سحق هوية مصر الثقافية التي تقوم علي التعددية وتحترم حرية الفكر والإبداع.
السبب الرابع والمهم هو شخصية المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب وتاريخها المهني الغني والمشرف في كل محطة من محطات مشوارها الحافل، عملت سفيرة لمصر في تشيكوسلوفاكيا، ثم جنوب أفريقيا. وتولت منصب الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة، وفي 2010 تولت وزارة الأسرة والسكان.
خلال مشوارها استطاعت أن تحفر بصماتها الواضحة، المؤثرة في كل موقع تولت مسئوليته. نتذكر جميعا حملتها ضد الزواج المبكر، ونجاحها في تعديل قانون الأحوال المدنية برفع الحد الأدني لسن الزواج للإناث إلي 18 سنة. كذلك حملتها لمواجهة التسرب من التعليم، ومناهضة الختان، والاتجار بالبشر وخاصة الأطفال. وخطتها لتحديد النسل بطفلين لكل أسرة، تلك التي تعرضت بسببها لهجوم ضارٍ من الإخوان.
عيون المصريين تتجه الآن نحو العاصمة الفرنسية باريس، يملؤها الترقب والأمل في فوز مرشحة مصر بمنصب مدير عام اليونسكو الذي يليق بمكانة مصر، وتليق به.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف