جلاء جاب اللة
ولما كان السادس من أكتوبر 2017
غداً.. السادس من أكتوبر.. كل عام ومصرنا بألف خير.
غداً ذكري انتصار جيش مصر علي الصهاينة واستعادة الكرامة الوطنية.. والحق العربي.
غداً.. ذكري عودة الروح وتأكيد الذات الوطنية.
غداً.. الذكري الرابعة والأربعون ليوم الكرامة الوطنية وإثبات الذات المصرية عندما نجح جيش مصر في تحقيق ذاته وعبور قناة السويس وخط بارليف ورفع العلم المصري فوق رمال سيناء.. بداية لعودتها إلي أحضان الوطن.
في هذا اليوم من 44 عاماً.. كانت مصر قلباً واحداً.. كان العرب جسراً وروحاً واحدة.. الملك فيصل رحمه الله عاهل السعودية يعلن قطع البترول عن الغرب.. الجيوش العربية والشعوب العربية كلها مستعدة للوقوف إلي جانب الجيش المصري والجيش السوري.. حدثت أخطاء في الجولان السورية عوضتها العسكرية المصرية في سيناء.. حاول الصهاينة وبمساندة الأمريكان عمل أي شئ لتقليل الصدمة فكانت الثغرة التي أحبطها رجال مصر البواسل وكان التلاحم الشعبي مع جيشه نموذجاً للعالم يؤكد حقيقة مصر.
غداً الذكري الرابعة والأربعون لهذا اليوم المجيد فأين هي مصر الآن؟
مصر السيسي تخوض اليوم حرباً شرسة حققت فيها نجاحات عديدة برغم المصاعب والمتاعب وبرغم مخططات ومؤامرات الصهيونية العالمية التي تستهدف مصر أولاً لأنها قلب العروبة النابض والنموذج ولأن مصر "مصر 30 يونيو" هدمت المخطط الصهيوني.. والمؤامرة التي يحاول البعض بكل السبل الايحاء بأنها ليست مؤامرة وان ما حدث ويحدث مجرد حوادث طبيعية وانه لا وجود لمؤامرة ضدنا.
غداً الذكري الرابعة والأربعون لنصر أكتوبر المجيد يأتي مع نصر آخر حققته مصر وبالتحديد حققته المخابرات المصرية التي كانت أحد عناصر الانتصار المجيد في أكتوبر 1973.. اليوم نحقق في أكتوبر 2017 انتصاراً رائعاً برغم كل محاولات الصهاينة المدعومة من الاخوان وحلفائهم.. انتصرت مصر بتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية بداية لخطة انهاء الصراع وعودة الحق الفلسطيني حتي ولو كان نسبياً لنبني عليه خطط عودة الحق كاملاً في السنوات المقبلة.
اليوم تلوح في الأفق بوادر الحل الذي انتظرناه منذ سبعين عاماً.. وبالتحديد منذ عام النكبة عام 1948.
المصالحة الفلسطينية كانت العنوان الأبرز في أكتوبر 2017 وهي ضربة قاصمة للصهاينة وموجعة للإخوان سواء في قطر أو تركيا أو حتي مصر.. لأن نجاح مصر في تحقيق المصالحة يعني فشل كل جهود الإخوان.. وعودة الدور الطبيعي لمصر عربياً وإقليمياً.. ولأن المصالحة تعني الخطة الواضحة نحو تحقيق حلم عربي طال انتظاره وهو إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس علي حدود 4 يونيو 1967.
إعلان الدولة الفلسطينية أصبح قاب قوسين بعد تحقيق المصالحة الفلسطينية لذلك اعتبرها أحد قادة الإخوان حادثا سيئا.. ويوما أسود أنهم هم أنفسهم الذين حاولوا التقليل من نصر أكتوبر منذ 44 عاماً.
إسرائيل أيضاً تتوجس خيفة من هذه الجهود المصرية لأنها تعرف أنها تصل الي تحقيق الدولة الفلسطينية الموحدة لذلك قال ليبرمان وزير الحرب الإسرائيلي ان المصالحة "محاولة سياسية سخيفة هدفها فقط تجنيد صوت الشارع الفلسطني".. بل انه يشكك في المصالحة ويقول انها ليست المرة الأولي ويتساءل أين القاسم المشترك بين فتح وحماس متناسياً ان القاسم المشترك هو الهدف وأعني اقامة الدولة الفلسطينية وأن القاسم المشترك هي مصر ممثلة في رئيسها عبد الفتاح السيسي ومخابراتها التي نجحت في تحقيق المصالحة علي أسس واضحة وأهداف ثابتة ونور وبصيرة..!!
الأخطر أن نتنياهو صرح بأنه لن يعترف بالمصالحة الفلسطينية وكأنه مطلوب منه الاعتراف بها متناسياً ان العالم كله يعرف ان اسرائيل دوماً ضد كل عمل لصالح الفلسطينيين وضد اقامة دولتهم المستقلة.
الأغرب موقف تركيا وهي التي تتميز بعلاقات قوية مع الصهاينة حيث تري أن هناك من يحاول اللعب ضد الفلسطينيين وفي نفس الوقت يقولون في أنقرة أنهم ساهموا في تحقيق الوفاق!!
وبعيداً عن هذا وذاك تبقي مصر التي حققت نجاحاً كبيراً يتزامن مع نصر أكتوبر المجيد لذلك كان الرئيس السيسي حريصاً علي أن يؤكد علي موقف مصر في رسالته والتي أكد فيها وبكل وضوح أن هناك فرصة سانحة لتحقيق السلام وتحقيق كل آمال الشعب الفلسطيني.
وفي نفس الوقت يؤكد مجدداً أن مصر لن تقبل بتدخل أي قوي خارجية في الشأن الفلسطيني.
إذا كان نجاح مصر في تحقيق المصالحة الفلسطينية كخطوة أساسية لتحقيق الحلم العربي في إقامة دولة فلسطينية مستقلة في إطار حل الدولتين هو أهم حدث يتزامن مع ذكري أكتوبر المجيدة بعد 44 عاما فإن هناك أحداثا أخري لابد أن نشير إليها لكي تكتمل الصورة.
أولا: جيش مصر صاحب النصر وبطل الحرب والانتصار يواصل تطوره وأصبح اليوم واحداً من أهم عشرة جيوش في العالم وأحدث طفرة حقيقية في التسليح والتطوير والتدريب تؤكد أن جيش النصر في أكتوبر 1973 هو الدرع الصلبة لمصر والأمة العربية في أكتوبر 2017.
ثانيا: جيش مصر صاحب الانتصار المجيد يواصل حربه ضد الإرهاب ويواصل عطاءه في حرب التنمية والاصلاح.
"يد تبني ويد تحمل السلاح" إلي جانب دور الرئيس في حماية حدود مصر وأمنها.. في تلاحم حقيقي مع الشعب تأكد في كل حدث وحادث خاصة في 30 يونيه.
ثالثا: الحرب ضد الإرهاب مازالت مستمرة يوازيها حرب حقيقية ضد الفساد وكلاهما يهدد خطط مصر نحو التنمية والوصول إلي ما يريده الشعب.
رابعا: المشروعات القوية الكبري في مصر تقترب من الواقع العملي ليشعر بها الناس وهو تطور ايجابي لصالح هذه المشروعات التي تستهدف الأجيال القادمة واصلاح ما أفسدته سياسات عديدة في السنوات السابقة.. ومع الوصول إلي نتائج ايجابية تبدو مؤشرات اقتصادية تحدد ملامح تحسن كبير في الاقتصاد المصري بل هناك تحسن في المستوي المعيشي سيظهر خلال الأيام المقبلة ولعل ما أعلنه مؤخراً وزير التعليم عن تعليمات من الرئيس السيسي برفع مرتبات المعلمين كخطوة أساسية في اصلاح التعليم هو البداية الجادة لتحسين مستوي معيشة ودخل المواطن المصري خلال الأيام المقبلة.. بل ان منظمات اقتصادية تؤكد أن بداية عام 2018 ستشهد تحسنا ملحوظا في مستوي معيشة ودخل الإنسان المصري يوازي بدء حصاد الإنجازات والمشروعات القومية.
خامسا: الشارع المصري يشهد حراكا ليس عاديا مع بدء العام الأخير من الولاية الأولي للرئيس عبدالفتاح السيسي استعداداً للانتخابات الرئاسية في العام المقبل مع تأييد شعبي جارف للرئيس برغم كل الصعاب والمصاعب والحرب التي يخوضها الإخوان.. وهناك توافق شعبي علي ان مصر في حاجة إلي استكمال ما بدأه الرئيس السيسي في الفترة الرئاسية المقبلة.
سادسا: الدورة البرلمانية الثانية بدأت بالتزامن مع ذكري أكتوبر للتأكيد علي استقرار مصر واستكمال الدور التشريعي الذي نحتاجه في كثير من نواحي الحياة وهو استكمال ضروري لأن كثيرا من الانجازات والمشروعات تحتاج إلي قوانين يتم استكمالها أو تغييرها أو قوانين جديدة للانطلاق نحو الهدف الذي تسعي إليه مصر الجديدة.
سابعا: السياحة المصرية تستعد للتعافي والانطلاق فها هي السياحة الإيطالية تعود والسياحة الروسية تستعد للعودة والأهم الآن هو مباركة بابا الفاتيكان للسياحة الدينية المسيحية من خلال رحلة العائلة المقدسة والتي يتم الإعلان عنها لتخدم علي الأقل 2 مليار مسيحي يحلمون بزيارة هذه الرحلة.. ناهيك عن رحلات أخري في إطار السياحة الدينية نحتاج أن نهتم بها لكل الديانات فمصر التي حباها الله بأن تكون أرض الديانات والأنبياء قادرة علي جذب كل البشر لأن مصر منذ عهد ادريس عليه السلام حتي الإسلام لها قصص ومواطن وأماكن وتواريخ وحكايات ومع السياحة الدينية.
ثامنا: مصر في ذكري انتصارات أكتوبر المجيدة تستعد للانطلاق في أكثر من مجال فني ورياضي وتبحث عن العودة للمونديال بعد غياب وتستعد للانتخابات في معظم الأندية المصرية مع نهاية العام ونشهد حراكاً رياضياً وفنياً وعاما دراسيا جديدا مع خطة تطوير تعليمي سنجني ثمارها قريباً.
ولاشك أن كل هذا الحراك نتاج لنصر أكتوبر 1973 الذي لولاه ما كنا نعيش هذه المرحلة بما فيها ثورتا يناير ويونيه.
همس الروح
** الحب ليس مجرد كلمات عاطفية.. الحب فعل وموقف وحالة.
** حاء مضمومة وباء.. هما حرفان فقط لكنهما يحملان كل معاني الحياة وأغلي احساس في الوجود.
** الحب في الله.. والحب بالله.. والحب لله ليس مجرد عشق إلهي فقط.. بل هو حب الحياة وللحياة لمن يفهم.
** بالحب نحيا.. وبالحب نعيش.. وبالحب نسعي للحب..!!