من الممكن أن نستفيد من عدد سكان مصر الذى بلغ فى آخر تعداد له 104 ملايين مواطن مصرى حسب آخر الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، وخاصة أن هذه الأرقام أشارت إلى رقم مبشر ويعطينا الأمل فى غد أفضل وهو أن 70 مليون شاب من بين هذا الرقم،لا شك أن الرقم الأول مخيف ولكن إذا نظرنا إلى الرقم الثانى فسنشعر أنه بإمكاننا أن نتغلب بالسبعين مليون شاب على أى زيادة سكانية، بشرط أن تكون لدينا الرغبة والإرادة على النجاح والعمل بصدق وأن تتوافر بداخلنا النية الصادقة على أن نكون أكبر من الرقم الذى تقف أمامه الآن جميع أجهزة الدولة فى حيرة وكأن على رؤوسها الطير، لماذا نخاف من الأرقام؟المشكلة الحقيقية التى تواجهنا جميعا أننا أصبحنا أمة لا تعمل، وإذا عملنا لا نحسن العمل،يجب أن ننظر بعين الاعتبار إلى تجارب العالم الذى تقدم وسبقنا بمراحل رغم أن تعداد سكانه أضعاف عدد السكان عندنا، أنظروا إلى تجربة الصين واليابان والهند وغيرها من دول العالم الكثيرة التى فاقت تعداد السكان عندنا بمراحل ولكنها استطاعت أن تستفيد من هذه الزيادة السكانية والتى تحولت إلى قوة بشرية مساعدة بدلا من أن تكون معطلة كما هو الحال ببلادنا،لدينا بمصر فرصة لم تكن موجودة ببلاد كثيرة غيرنا وهى أن الشباب بمصر يمثل نسبة تقترب من 70 %، وهذه النسبة تعد ميزة نسبية من الممكن أن تكون مكسبا لمصر نستفيد بها، ولم يكن ذلك بالتمنى ولا بالكلام فحسب، ولكن بالتدريب الجيد وإكتساب مهارات جديدة فى الإدارة والاستفادة من الوقت والإخلاص فى العمل، وأن يؤدى كل منا المطلوب منه بمهارة وصدق ونية خالصة فى العمل من أجل أن تكون مصر غدا أفضل مما هى عليه الان.