الدستور
دعاء خليفة
همسة فى أذن الست المصرية
الست المصرية هى العمود الفقرى فى كل منزل، وهى وزيرة الاقتصاد الحقيقية فى مصر، فيا سيدتى هل تعلمين أن المجتمعات الغربية يشترون الخضروات والفاكهة بالثمرة الواحدة ونوع خضار واحد ومائدتهم عليها صنفان أو بالأكثر ٣، منها طبق رئيسى السلطة، وترشيد الاستهلاك أحد أسباب نهضة اقتصاد الدول الكبرى والحل السحرى للقضاء على الغلاء، وحين نفكر فى موضوع ارتفاع أسعار كروت الشحن سنجد أننا لابد من تغيير سلوك نمطنا الاستهلاكى. هل تعلمين سيدتى عدد التليفونات المحمولة فى مصر؟.
مصر فيها أكثر من ١٠٣ ملايين محمول، يعنى أكتر من تعداد السكان بـ ٨ ملايين، فلا غرابة فى ذلك لأن كلًا منا يحمل أكثر من موبايل.. مع أن محمولا واحدا يكفى الغرض.. حياتنا مليئة بالعادات والتصرفات الخاطئة ثم نشتكى من أننا غير قادرين على العيش!.
الدول العظمى صاحبة أعلى اقتصادات فى العالم لم تصل للقمة إلا بالعمل والاجتهاد وترسيخ ثقافة ترشيد الاستهلاك، لو فعلا بنحب البلد دى لازم نبدأ فى تطبيق ثقافة ترشيد استهلاكنا فى كل شىء.. حتى استهلاكنا للموبايل لازم يكون بحساب وبلاش المكالمات الـلى بالساعات حرام... وفى الأطعمة عن طريق تقليل الهادر والفاقد فهل تعلمون أن مقدار الهادر من الطماطم وحدها فى مصر يقدر بحوالى ٤٢٪ من إجمالى المحصول؟!.
الإسراف والمبالغة فى أصناف الطعام وكمياتها على السفرة المصرية ومقدار الهادر منها فى الأكل من لحظة شرائه وحتى إعداده وتقديمه تبذير ربنا هيحاسبنا عليه.. وكلنا يعلم أن مصير هذا الهادر سلة القمامة.. يجب الاستغناء عن كل الرفاهيات التى تضاعف سعرها بطريقة مستفزة، مثل المنتجات المستوردة والملابس ذات العلامة التجارية الباهظة، فيمكنكِ الاستثمار فى منتجات محلية الصنع.. اشترى منتجات بلدك.
سيدتى اطهى طعامك فى منزلك وابتعدى فورا عن شراء الطعام الجاهز لأنه مرهق لميزانينك.. وفرى فى استهلاك الكهرباء باستخدام اللمبات الموفرة وغلق كل الأجهزة غير المستخدمة نهائيًا، وعدم وضعها على خاصية الاستعداد، لأنها تسحب كهرباء أيضًا، أزيلى فيش الأجهزة الكهربائية بعد الانتهاء من استخدامها، واجعلى أجهزة الموبايل واللاب توب على وضعية توفير الطاقة. وكذلك فى استهلاك المياه والغاز إذا كانت لديكِ أى مهارة، مثل: الطبخ أو الخياطة أو أى مهارات أخرى عليكِ استغلالها فورا، فهذا الأمر سيساعد على تحسين مستوى معيشتك.
وعلى المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية أن تسهم فى رفع الحمل الثقيل عن محدودى الدخل كمصاريف المدارس والجامعات ومصارى الزواج المبالغ فيها، فلا أجد أى داع لمظاهر التكلفة فى تجهيز العرائس، خاصة فى ريف مصر.. مطلوب منا جميعا أن نرشد استهلاكنا مع مقاطعة أى سلعة يزيد سعرها بدون سبب إلى أن نجبر التجار وأصحاب الشركات والمصانع على تخفيض السعر.. لو عملنا كده هنعدى ببلدنا لبر الأمان.. الحل فى إيدك إنت مش فى إيد الحكومة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف