علاء عبد الهادى
فضفضة - جيل يدرك عظمة جيشه
أنتمي لجيل يدرك قيمة جيشه جيداً.
وعندما وقعت نكسة 67 كنت في الخامسة من عمري، وبالطبع لم »تع» ذاكرتي شيئا، وإن كنت اختزن جيداً مشاهد المهجرين الذين نزلوا ضيوفاً علي قريتي بعد أن أجبروا علي ترك منازلهم في مدن ومحافظات القناة بسبب حرب الاستنزاف مع العدو.. أتذكر جيداً مدرستي الابتدائية التي تحولت إلي سكن للضيوف الذين طالت أيام إقامتهم وتحولت الأيام إلي شهور وسنين.. احتفظ بذاكرة جيدة عفية طازجة لأيام انتصارات أكتوبر، أتذكر جيداً مقولة والدي »المرة دي مش زي أي مرة » صرت صبيا أعتز بانتصارات أكتوبر التي استردت بها مصر كرامتها.. تغنيت ببطولة الجندي المصري وبسالته، دخلت الجامعة وتخرجت وصرت صحفيا وأبا وابيض شعري ورغم ذلك تذرف عيناي بالدموع وتسري في بدني قشعريرة عندما أسمع أغاني أكتوبر »عاش.. عاش اللي قال لازم نحرر أرضنا من كل غاصب.. عاش».
قرأت عن محاولات تجريد السادات من نصره، وتجريد الجندي المصري من إنجازه الذي كسر هيبة الجيش الذي لا يقهر، وأصبحنا نسمع من يردد أن مصر لم تحقق النصر في أكتوبر، وأن الأمر كان » سيجالاً » مع إسرائيل.. ووصل الأمر ببعض المغيبين إلي أن أكتوبر كان نصراً لإسرائيل، وليس لمصر!.. إسرائيل تعمل وفق منهج محدد لسرقة النصر، كما سرقت الأراضي العربية وابتلعتها، وهودت أرض فلسطين، إسرائيل تراهن علي ضعف ذاكرة العرب، وتراهن علي أن الأجيال الجديدة لا تقرأ؟ وبعضها لا يعرف شيئا عن أهم انتصار في تاريخ مصر.. لذلك حدث ما حدث في 25 يناير، وتعامل البعض بجهل مع مؤسسته العسكرية التي تعد مصنعا للرجال والشرف والبطولة..
لذلك ورغم أننا نحتفل بالذكري الـ 44 لحرب أكتوبر المجيدة تبقي هناك حاجة ضرورية لإصدار عشرات ومئات الكتب التي تميط اللثام عن أشرف معارك العسكرية المصرية، ويجب ألا يظل الأمر يدرس في الأكاديميات العسكرية فقط، الأجيال الجديدة يجب أن تعرف وتدرك روعة ما حدث، وكيف أصبح المستحيل حقيقة، نحتاج إلي عبور جديد ومتجدد في كل مناحي حياتنا.
معهد الأورام
في يومياتي السابقة تصديت لنشر استغاثة الدكتورة هالة بيومي التي تتضرر فيها من وجود عقبات قانونية لتنفيذ وصية شقيقتها التي توفيت قبل 26 شهرا إثر حادث أليم وأوصت بأن تئول شقتها لصالح معهد الأورام بجامعة القاهرة، ومستشفي أورام الأطفال 57375 ، وجاءني صوت د. محمد لطيف عميد المعهد معاتبا من خطورة ما أكتب علي التبرعات التي تأتي للمعهد والذي هو في أمس الحاجة إليها لاستكمال رسالته، وسألني : نحن ننتظر ونشكر من يتبرع بجنيه للمعهد فهل تتصور أنه يمكن أن نقف أمام شيء يمكن أن يأتي للمعهد بـ 2 مليون جنيه ؟!
ولكن تنفيذ الأمر له اشتراطات قانونية لم أضعها أنا أو أنت، ولابد من استيفائها، خاصة أن الوصية تتعلق بعين، هي ميراث، ولابد من نقل الملكية ثم التصرف، والتبرع لجهتين، حكومية وخاصة، ولو كانت الوصية مثلا بالبيع لصالح الجهتين لكان أمرا سهلا، وقال إن أخت المتبرعة وكلت محامياً مشهوراً لاستيفاء الإجراءات القانونية ونحن من جانبنا نقدم كل التسهيلات الضرورية.
وأنا بحكم رئاستي لتحرير كتاب اليوم الطبي، ومعاناة أخي الأكبر رحمه الله من مرض السرطان أدرك جيدا خطورة وأهمية الرسالة العظيمة التي يقوم بها هذا الصرح الطبي العظيم.