الأخبار
سليمان قناوى
أفكار متقاطعة - العم سام وابن العم كوهين
في مسألة انفصال كردستان عن العراق، تلعب إسرائيل علي المكشوف وتتآمر أمريكا من تحت لتحت، وهكذا كان الوضع دائما، منذ نشأة دولة الصهاينة، وطالما تعلق الأمر بتفكيك العالم العربي. في 1991 وبعد إخراج صدام حسين من الكويت، أوعزت أمريكا للشيعة بالتمرد علي صدام وأفهمتهم أنها ستحميهم، وحين صدق الشيعة الأمريكان ظنا منهم أن قوات العم سام التي كانت لاتزال بجنوب العراق، ستكون درعهم الواقية من بطش صدام، لكن حين أعملت قوات صدام، فيهم تقتيلا، اكتشف الشيعة أن القوات الأمريكية باعتهم وتركتهم نهبا لصدام. الأمر يتكرر الآن بشكل سلمي في عملية فصل كردستان، حيث تدعم واشنطن الانفصال سرا، وترفضه علنا، انتظارا لما ستؤول إليه الأمور، فإن استطاع الأكراد تنفيذ خطتهم ونجحوا في تحقيق الانفصال، ستكون أمريكا ثاني دولة تعترف بكردستان بعد إسرائيل التي أعلنت بالفعل تأييدها لانفصال كردستان.
لعبة توزيع الأدوار بين العم سام وابن العم كوهين لم تعد خافية علي أحد. فالتعاون الكردي الإسرائيلي العلني ممتد عبر التاريخ، ومنذ أيام عقد مؤتمر في تل أبيب حضره عدد كبير من الأكراد لتحفيزهم علي التصويت بالانفصال وهتف الحاضرون من الأكراد والصهاينة »عاشت الإخوة الكردية - الإسرائيلية»‬. ولم ينسوا سب العرب. علي الجانب الآخر رفع الأكراد خلال الاستفتاء الأعلام الإسرائيلية. ويحضرني هنا ما خطه نزار قباني بعد هزيمة 1967 »‬يا صلاح الدين باعونا وباعوك في المزاد العلني». يا حسرة علي أحفاد الأيوبي.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف