الجمهورية
المستشار محمد محمد خليل
القائد والنصر
تمر في هذه الأيام ذكري النصر العظيم.. يوم الكرامة.. يوم العزة.. يوم مصر المستقبل. مصر النهضة.. يوم يباهي به شباب مصر ويفخر.. يوم استشهاد قائد النصر. ومفجر عملية السلام في الشرق الأوسط.
لم يكن أحد يظن من خارج مصر والمتشائمين داخلها. أن البلاد ستتخلص من احتلال اليهود لارض سيناء. وتحقق نصر علي عدو لم يعرف الهزيمة منذ نشأته في سنة ..1948 سيما ان هذا العدو واستطاع ان يحقق نصرا مؤسفا. واجتياحا مؤلما لثلاث دول بينهما مصر. ويحتل أماكن شاسعة من الدول الثلاث.. مصر والأردن وسوريا.
قرأ القائد محمد أنورالسادات ـ وقد ساقه القدر لقيادة مصر ـ قرأ الموقف جيدا. وعلم ان العدو استطاع ان يقنع العالم كله انه ضحية تآمر العرب ضده وليس هو المغتصب لقلب العروبه فلسطين.. ولأن القيادة السابقة كانت دائما تبيع الوهم والاحلام للشعب وتسخر من عدو يعمل ويجد ويستعد لتحقيق الغلبة علي العرب حتي جاء ذلك اليوم الأغبر في جبين التاريخ لتهزم الجيوش العربية وعلي رأسها مصر. وتضيع أجزاء عزيزة من ارضها خلال اقل من ساعة مما كان سببا في الشعور بيأس بعض الناس مغموسا بالمرارة والاحساس بالضياع إلا أنه بمجئ أنورالسادات محاطا برجال القوات المسلحة الذين عملوا ليل نهار للنهوض من الكبوة وازاحة الغمة وتحقيق النصر المبين.
كان الاستعداد الدائم والتسليح القوي والتدريب الناجح محاطا بالامل والجد والنشاط والصدق. هو الدافع. والسند القوي لخوض معركة الشرف والكرامة.
يوم الخامس من يونيه سنة 1967 بكيت كما لم أبك من قبل إلا يوم وفاة والدي رحمه الله وانا طالب بالصف الثاني الثانوي.. بكيت حزنا وكمدا وضياعاً لهزيمة لم نتوقعها وخسرانا لم تعهده واشفقت علي والدتي رحمها الله مما أنا فيه كما اشفق علي أصدقائي الذين عمهم الغم والألم.
في السادس من اكتوبر سنة 1973 وفي الساعة الثانية ظهرا تقريبا ينبعث من المذياع صوت أحبه وزاد حبي له وتقديري بعد ذلك صوت المرحوم صبري سلامه ليسعد الناس بالتصدي لعدوان اسرائيل واشراقة العبور الي الضفة الشرقية.
كنت وقتها عائدا من جلسة محكمة طنطا فأسرعت الخطي الي منزلي لأجلس بجوار المذياع اتابع الاخبار السعيدة التي أحيتنا بعد موات وأضاءت الكون بعد ظلام الضعف والهوان.
كان لدينا جميعا احساس بالنصر والعزة الحقيقية خلاف ما اذيع يوم الخامس من يونيه سنة .1967
كان المصريون جميعا في يقيني ان الرجل الفلاح الذي قاد البلاد يراوغ ويناور ويتحمل النكات الساخرة والهجوم الذي يمارسه هواة اليأس سوف يفاجئنا جميعا بعمل عسكري عظيم.
شعرنا ذلك بعد استدعاء زملائنا في الهيئة القضائية من الاحتياط والاستعداد غير متوقع واهتمام مفاجئ من الاجهزة الحكومية في طنطا وغيرها من المدن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف