رغم كل ما حظي به يوم 6 أكتوبر من كل وسائل الإعلام باختلافها بل كل فروع الفن أيضا.. سهرات وأفلام وكتب ومقالات وقصائد شعر وتحليلات سياسية وعسكرية واستراتيجية ليس في مصر فقط بل في كل انحاء العالم بل قيل ان ما كتب عن 6 أكتوبر في الإعلام الأجنبي أضعاف ما كتب في مصر.
ومع ذلك..
مع ذلك كان أنور السادات مصرا علي عمل فيلم طويل علي غرار فيلمي "أطول يوم في التاريخ" كان عن الحرب العالمية الثانية والفيلم المشهور "ذهب مع الريح" رغم اختلاف القصة طبعا.. كان السادات مستعدا لأي تكاليف مهما كانت باعتباره فيلما يروي ويؤكد قوة مصر الخالدة علي مدي سبعة آلاف سنة وكان مستعدا لو وصل الأمر أن يخرجه سيسيل دي ميل ويشترك بعض نجوم هوليوود الكبار وقرر ان يستعين بنجومية عمر الشريف الخارجية وطلب من سعد الدين وهبة وكيل وزارة الثقافة أيامها بأن يستدعيه من باريس فورا فأرسل له المحاور التليفزيوني طارق حبيب ليحضره معه بعد حديث معه في باريس عن رأيه في عمل فيلم بالمواصفات التي يريدها السادات وسافر بالفعل طارق حبيب إلي باريس واجري الحديث بكاميرات من أحد الاستديوهات الفرنسية ولم يستطع عمر الشريف العودة فورا لارتباطاته الفنية في ذلك الوقت ولكنه عاد إلي مصر فيما بعد.
***
قيل للسادات ان هناك بعض الافلام ظهرت عن الحرب في خلال هذه الفترة ولعلها أهمها وأشهرها فيلم "الرصاصة لازالت في جيبي".. حرص السادات ان يري كل هذه الأفلام وكان رأيه انها افلام من خيال المؤلف ولعل اشهرهم كان احسان عبدالقدوس.. افلام اجتماعية عادية ليست افلاما عسكرية تروي قصص معارك ولا بأس من بعض خيال اجتماعي من أجل الدراما والمشاهد.. هناك فيلم آخر اسمه "دقت الأجرس للأبطال" عن حروب أمريكية قديمة لا بأس بها.. طلب السادات دراسة هذا الفيلم.
لقد درس السادات الموضوع من كل جوانبه.. وكان حماسه بلا حدود.. كان سعد الدين وهبة يترجم ذلك بالجملة التي كان يرددها للمؤلفين وكبار الفنانين:
- اعملوا حاجة.. الله يخرب بيتكم حتودوني في داهية!!
نظرا لضغط السادات عليه.. كانت الرحلة المشهورة حينما جمع سعد الدين وهبة كل من له علاقة بالسينما مؤلفين ومخرجين وممثلين ونجوم كبار وصغار.. كنا ستة اتوبيسات من الحجم الكبير المكيفة وأتوبيس صغير لموظفي مكتب سعد الدين وهبة مليء بكل خيرات ربنا من مأكل ومشرب!!
وسبق ان كتبت عن هذه الرحلة التي من مدي حرص سعد الدين وهبة علي جمع كل النجوم تأخرت نادية لطفي فسأل عليها قالوا: ارتدت ملابسها وستنزل لكم فورا.. فقرر سعد الدين وهبة ان ننطلق جميعا ونرسل لها أحد الأتوبيسات لتلحق بنا.. كنا 7 صباحا بالضبط في الضفة الثانية للقناة التي عبرتها الأتوبيسات واحدة واحدة خوفا علي كباري الفل.
كانت آخر محاولة لكتابة الفيلم.. حينما تقرر جمع كل ما كتبه المؤلفون عن الرحلة وما سمعوه من ضباط وجنود سد بارليف وعيون موسي.. جمع كل هذا واعطائه للمرحوم أسامة أنور عكاشة ليكتب القصة والحوار ولكن المشروع فشل.. وهذه قصة طويلة أخري.
***
أخيرا.. إذا كتب عم شاكر عبادة لابد أن نقرأ ونستفيد.. اتفضل يا عم شاكر: العنوان: يوم الكبرياء.. العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973م إلي كل جندي.. وإلي كل عامل.. إلي كل فلاح.. إلي كل من عاش في موقعه علي أرض المحروسة يوم من أيام الله الفارقة بين الحق والباطل.. بين الخزي والكبرياء.. وبين الانكسار والانتصار.. إلي كل ابن لهؤلاء الأبطال.. إلي كل حفيد لهؤلاء الشجعان.. الصناديد.. إليكم جميعا في يومكم.. ويوم آبائكم.. ويوم اجدادكم وستذكرون ما اقوله لكم.. اللهم اجعل أيامنا كلها انتصارات.. وفخارا ولنتذكر دائما قول الحق تبارك وتعالي:
"وما رميت إذ رميت.. ولكن الله رمي"
"وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم"
صدق الله العظيم
والله أكبر.. الله أكبر.. والله أكبر