علي نهج وثقافة: "لا تقربوا الصلاة" ثم لا يكملون ما بعدها وهو "وأنتم سكاري" أتحفتنا السيدة جيهان السادات أمس من خلال برنامج بإحدي الفضائيات المعروفة قائلة "الدعم ده اللي مأخرنا للوراء ولا بد أنه يتشال وأضافت ...وأي رئيس بيبص لمستقبل مصر لابد من شيل الدعم"، من هذا الكلام يتضح لنا أن السيدة جيهان لم تنظر سوي للجزء الذي يريح الحكومة والنظام من خلال إلغاء الدعم كي تريحهم من أيةهموم وواجبات عليها والتي من اجلها تبوأت مناصبها ومراكزها الوظيفية،وذلك من أجل توفير أساسيات الحياة من مأكل ومسكن لائق وآمن وعلاج والتي يعتمد المواطنون علها كي يبقوا أحياء.
البعض الذين يعيشون في بلدنا ولا يعرفون شيئاً عن الناس الذين يعيشوا في بلدهم،أؤلئك مثلاً لا يتخيلوا أن الكثير من الأسر تعيش علي الكفاف، بعضهم لا يعدي معاشهم ثلاثمائة جنيهاً، قد يزيدوا قليلاً أو ينقصون، وآخرون لا تكفي مرتباتهم طعام فقط عشرة أيام في الشهر، هذا ناهيك عن ساكني العشوائيات أو القبور المعدمين والذين ليس لهم مرتبات أو دخل ثابت، فهل تتحدث السيدة جيهان وهي لا تعلم عن هؤلاء الناس شيئاً؟، أم أنها تتحدث علي خلفية من تعرفهم من الصفوة الذين يسكنون بجوارها أو معارفها وسيدات المجتمع أصحابها ممن يسكنون القصور أوالفلل والكمبوندات؟.
الدعم الذي تريد السيدة جيهان رفعه , علي حد قولها "شيله" تعتمد عليه الكثير من الفقراء وحتي وصلت أيضاً في ظل إرتفاع الأسعار لإعتماد الطبقة المتوسطة عليه، ولأن هذا الإرتفاع جعل الكثير من الناس يغيرون في أسلوب حياتهم من ناحية إستهلاك المواد الغذائية، مثال بسيط لكنه معبر، فقد حدثني زميل-أستاذ جامعي- عن أنهم أصبحوا يتناولون البطاطس مسلوقة ويتحاشون قدر الإمكان تناول المقلية وعن غير رغبة أبناءه وذلك من أجل التقليل من إستهلاك الزيت نظراً لإرتفاع سعره، فإذا كان الإستاذ الجامعي يقول ذلك، فماذا إذن يقول الفقراء المسحوقين؟ قد يرد بعض الذين لا يحترمون شرف الكلمة والمراوغين الذين لا يكفون عن خلق المبررات والحجج للمزايدة والترخص في نفاق الحكومة عن أن البطاطس المقلية غير صحية، وعلي المواطنين أكلها مسلوقة، وهؤلاء في الحقيقة يأكلونها بالجمبري والمايونيز!!!.