حين صعدت منة الله علي المسرح الكبير بقاعة المؤتمرات الكبري لدار الضيافة بجامعة عين شمس لتتسلم شهادة تخرجها من قسم اللغة الانجليزية بكلية الاداب كانت الدموع تنهمر من عينيه فقد اتمت منة الله مشوارها باربع سنوات كما وعدت.. خطواتها علي موسيقي غزو الفردوس لكارمينا بورانا لكارل اورف كانت اشبه بخطوات التحدي الذي اصرت ان تخوضه رغما عنها وعلي عكس رغبتها.. كما كانت تحلم.. اغمض عينيه واختلطت الاصوات بين الموسيقي والزغاريد والفرح.. مبروك يا منة الله.. اغمض عينيه وتذكرها حين كانت تتحايل علي تحديات الحياة لترغم نفسها في النهاية علي خوض التجربة والنجاح فيها حتي لو كانت عكس رغبتها.. في مشوارها للحضانة التي انتقلت منها لحضانة لم تكن تحبها كانت تتفنن في كيفية تمضية الوقت بعيدا حيث تصر ان تمشي بخطواتها الصغيرة من البيت الي الحضانة في مكرم عبيد ثم تجلس علي سور الحضانة وتطلب من ابيها العودة.. دون الدخول للحضانة ولم يكن يستطيع ان يرفض طلبها.. ومضت سنواتها من تحد الي تحد جديد حتي كانت الثانوية العامية كما احب ان اسميها لانها لا تميز بين احد في ظلمها ولم تستطع منة الله الحصول علي مقعد بكلية الهندسة كما كانت تحلم بفارق جزء من الدرجة ولم يستطع ابوها ان يلحقها بجامعة خاصة وكانت صدمة منة الله كبيرة لكنه جلس يهون عليها ويعدها بمستقبل ممتع وذهب معها اول يوم دراسة للجامعة ووعدها بالمتعة الرائعة مع دراسة اللغة الانجليزية وفنون واداب اللغة الانجليزية ولم يكن لها حيلة فقبلت علي مضض وقبلت مرغمة ان تدرس اللغات.. بعد شهرين عادت منة الله الي البيت ووقفت علي راس السرير الذي ينام ابوها عليه وكتبت علي الجدار انها تقر وتعترف بأنها كانت مخطئة وانها اصبحت » مبسوووطة »‬ في الكلية.. ضحكت امها في هذا الوقت ضحكا كالبكاء فهي بخبرتها تعرف في ابنتها روح التحدي.. ومضت السنوات الاربع سريعا ووقفت الاسرة كلها بانتظار لحظة تسلمها للشهادة في موقف مهيب.. انتبه الاب لنهر الدموع الجارف المنهمر من عينيه حين اقتربت منه بناته ليمسحوا دمعه بمناديل اعطتها لهم امهم التي وقفت حيري بين البكاء والفرح بين الشفقة والكبرياء بين الالم والامل بين حلم مضي وواقع رائع اروع ما فيه تسلم ابنتها لشهادة التخرج.. الحمد والشكر لك يارب انني بذلت كل طاقتي لأصل بكم الي افضل ما اتصور انه الخير لكم.. مبروك يا منة الله مبروك ايتها المكافحة الصغيرة المقاتلة الجسورة البريئة الجميلة الرائعة القدوة وانا علي يقين انك ستنجحين في اكمال الطريق للماجستير والدكتوراه ان شاء الله.. يارب لك الحمد يارب لك الشكر علي روح التحدي والمثابرة التي اودعتها في منة الله ومي وفاطمة الزهراء وشكرا لأمهم التي وقفت خلفهم تعينهم وتأخذ بيدهم وتعضدهم وتشد من ازرهم وترفع من روحهم المعنوية حتي يصلوا الي النجاح... شكرا لك يارب والحمد لله من قبل ومن بعد .