أحمد السرساوى
نوبة صحيان - حكاية ٤١ سنة وفوقهم ٣ سنوات
خلينا صُرحاء.. مصر بعد 44 سنة من انتصارنا العظيم الذي حققه الشعب المصري بقواته المسلحة في أكتوبر 1973 .. كانت تستحق مكانة »اقتصادية» أكبر وأعلي مما هي عليه الآن، وما يرتبط بذلك طبعا من نفوذ اقليمي و دولي.
نظرة واحدة علي العالم والمنطقة.. تكشف لنا أين كنا و»كانوا».. وكيف أصبحنا و»أصبحوا» سواء في شرق آسيا أو الشرق الأوسط.. أو حتي في أفريقيا وأمريكا اللاتينية ؟!
هذه الحكاية أو المفارقة كانت مثار مناقشات كثيرة.. امتدت من المقاهي وانتقلت الي شاشات الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.. لكن من الظلم وضع الـ 44 سنة كلها في سلة واحدة.. ومن الأمانة ضرورة تقسيمها إلي 4 فترات غير متساوية، تراوح فيها ايقاع »تشمير السواعد» للبناء والدفع بالاقتصاد في بلادنا لصالح مواطنين يتضاعف نسلهم بمعدلات رهيبة حتي وصلنا مؤخرا لـ 100 مليون نسمة!!
فهناك 8 سنوات في عهد الرئيس السادات شهدت مظاهر انفتاح قالوا عنه انه استهلاكي، لكنه رحمه الله كان يريد رفع الروح المعنوية للشعب بعد سنوات من المعاناة الاقتصادية امتدت من نكسة 1967 حتي ما بعد حرب أكتوبر بسنوات.. أعقبتها 30 سنة في عهد الرئيس مبارك شهدت سنواتها الأولي نشاطا مُكثفا منه تجلت مظاهره في المؤتمر الاقتصادي ثم الاهتمام ببنية أساسية »مؤقتة» لم تراع تضاعف معدلات الانجاب.. وبعدها دخلت مصر »الثلاجة» لمدة تقترب من 20 سنة انطلقت خلالها نمور كثيرة، بينما كنا نحن »محلك سر»، الي أن جاءت الفترة الثالثة من 25 يناير 2011 حتي 30 يونيو 2013 ، وهي الفترة التي توقفنا فيها تماما عن الانتاج حتي بدولار واحد.. بل سحبنا علي المكشوف واستهلكنا رصيدنا من الاحتياطي وكدنا نصبح »عالحديدة» لولا تدخل المشير حسين طنطاوي وقتها وعقد »كونصلتو» اقتصادي »عاجل» لسرعة انقاذ الوضع المتدهور.
ثم تأتي السنوات الثلاث الأخيرة التي شهدت مفارقات أشد غرابة.. تمثلت في شن حروب ارهابية حقودة وعنيفة علي بلادنا.. أمام اصرار مصري عنيد، يتميز بإرادة فولاذية للدفع ببلادنا لمكانة اقتصادية لائقة »رغم الخزانة الفارغة وقتها» ، و هي الرؤية التي عبَّر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي صراحة بعد توليه المسئولية مباشرة عام 2014 ونجح باقتدار في التأسيس لها. وقد وصل الإحتياطي النقدي أكثر من ٣٦ مليار دولار.
ولا نبالغ في التأكيد أن حجم و»نوعية» ما تحقق خلال الأعوام الثلاثة السابقة من مشروعات وما سيتحقق في الشهور القادمة..يفوق الـ 41 سنة الماضية ، وأن أكتوبر 2017 هو منصة انطلاق مصر كدولة صاعدة بسرعة الصاروخ نحو رخاء اقتصادي يقطف ثماره الجميع.. اصبروا قليلا يا مصريين.