مصطفى هدهود
الأسرة ومقاومة الفساد والإرهاب
تعتبر قضيتي الفساد والارهاب من أهم القضايا التي تواجه الشعب والدولة المصرية بل والشعوب العربية والاسلامية جميعا ونري ان العنصر البشري هو المحرك الرئيسي لتنامي هاتين القضيتين سواء سلبيا أو ايجابيا ولذلك نري اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعمل علي مكافحة ومقاومة الفساد والارهاب ويعمل في كل المحافل المحلية والدولية لتوضيح سلبياتها وتأثيرها علي الشعب المصري بل وشعوب العالم.
والسؤال هنا هل الفساد والارهاب اصبحا ظاهرة عامة داخل المجتمع المصري؟ والاجابة بالنسبة للفساد فانه ظهر نظرا لوجود ارادة سياسية قوية تريد القضاء عليه واستئصال جذوره. ونظرا لارتباطه بالعنصر البشري فأننا نؤكد بأن الاب والام لهما الدور الرئيسي والهام لمقاومة الفساد والقضاء عليه او تقليله بقدر الامكان والسؤال هنا كيف وماهو دورهما والاجابة بأنه لابد علينا جميعا أب وأم ان نكون قدوة ومثلاً أعلي لأبنائنا واحفادنا حيث ان الاسرة هي النواة الاساسية لمجتمع سليم لذا فإن تعامل الاب والام مع بعضهم البعض لابد ان يتسم بالرقي والتحضر والابتعاد عن اي علاقة سلبية شاملا البغضاء وسوء الحديث والالفاظ النابية.
وحيث ان حدوث الفساد بسبب العنصر البشري يرجع اساسا الي رغبة المواطن في الحصول علي أموال لتحقيق رغباته الجشعة التي لايستطيع تلبيتها بواسطة مرتبه الشهري الشريف فإن دور الاب والأم خلال تربية الأبناء يجب ان يركز علي عدم تلبية جميع رغبات الطفل وعدم تدليله واقناعه بالرضا بالقليل وتقبله اعطاء ما بيده لأخوته واقاربه وعدم الاستثار بكل شئ وقبوله لمبادئ التسامح وقبول الآخر.
يجب علينا جميعا ان نستمر في تربية الابن بواسطة الاب والام وليس من خلال اصدقائه ان ترك الولد والان اصبحت بالنسبة للبنت بالتواجد طوال اليوم في الشارع مع اصدقائهم ادي الي تربية جيل متشبع بآراء زملائهم وبالتالي يقع فريسة للفساد والارهاب.
يا سادة الشعب المصري والعربي محاصر حاليا بقوي خارجية ومحلية اتحدت علي شئ واحد وهو اسقاط الدولة المصرية والدول العربية جميعا. ويعرفون بان نجاحهم سوف لايتحقق الا من خلال تعميق مبادئ الفساد والارهاب في نفوس اولادنا واحفادنا ولذلك اناشد كل اب وأم بأن يفهموا هذا العمل الشيطاني وابعاده. ولمقاومة ذلك يجب ان نقوم بدورنا التربوي والتعليمي يجب ان يذهب الابن والابنة للمدرسة وعدم تسربهم من التعليم ويجب ان نركز علي قراءة القرآن باستمرار امام اولادنا واداء الصلاة وايتاء الزكاة واداء الفرائض المطلوبة. ونأخذ اولادنا اثناء تنفيذ مبادئ صلة الارحام وزيارة الاهل والاقارب. واظهار مبادئ التسامح وتعميق مبادئ التزود بالعلم والرياضة والثقافة والفن. علموا أولادكم ركوب الخيل والسباحة والرياضة الجماعية لخلق روح العمل الجماعي وكذلك الرياضة الفردية. ابعدوا أولادكم عن التليفزيون والتليفون المحمول والانترنت والفيسبوك والواتساب.
وللأب والأم دور هام لابعاد أولادنا واحفادنا عن الفساد والارهاب أثناء عملهم حيث ما نكون مدرسين يجب علينا الاهتمام بالعملية التعليمية وجذب الاولاد لحضور المدرسة والبعد عن الدروس الخصوصية. والرضا بالقليل حتي نغمس هذه الرغبة في نفوس اولادنا حيث يعتبر المدرس حاليا القدوة السيئة لأولادنا بالنسبة لاهمية الحصول علي المال بأي وسيلة ويشيع في أولادنا مبادئ الفساد للحصول علي المال.
يجب ان نرجع للماضي حيث كان الاب والام والمدرس والشيخ بالمسجد هم المثل والقدوة للاولاد والبنات. نعم يقع الانسان المصري الآن تحت مغريات الحياة والمكسب المالي السريع الذي يبث سمومه الجهات الخارجية والمحلية المضادة للدولة المصرية والتي تعمل باسلوب ممنهج لافساد الاجيال الحالية والقادمة من خلال تعظيم المغريات وتشجيع الاجيال علي الانحراف والاتجاه نحو الفساد الاخلاقي والمالي والزمني الذي يتضمن عدم تنفيذ الواجبات المطلوبة من المواطن في التوقيت المطلوب سواء خلال مراحل التعليم او العمل او خلال تأدية الوظيفة المنوط بها المواطن المصري.
ان الصهيونية العالمية بدأت مراحلها الجديدة وهي القضاء علي الدولة المصرية والدول العربية كلها من خلال افساد الاجيال المتعاقبة من الشعب المصري واضعافه علميا وثقافيا ورياضيا واخلاقيا وادخاله مراحل الفساد والارهاب والتركيز بشدة علي البنت والمرأة لاقتناعهم بأن البنت في كل المراحل سواء في مراحل التعليم او الشباب او المراهقة او الام هي السلاح الاساسي الذي يستطيع ان يقاوم الفساد والارهاب. واذا فسدت البنت والام انتهي المجتمع المصري وتفشي الفساد والارهاب بين شبابنا واولادنا.
لن ينجح الرئيس عبدالفتاح السيسي في القضاء علي الفساد والارهاب الا بمساعدة الاب والام وتعميق دورهم الايجابي مع اولادنا واحفادنا.
يجب ان نبتعد عن الانانية سواء كنا معلمين أو اعلاميين أو تجاراً أو صناعاً أو مصدرين أو مستوردين أو بائعين متجولين.
أرجوكم واناشدكم جميعا بالنظر الي الموقف الحالي بالنسبة لأولاد الشوارع والمتسولين والمنادين وهم وقود الارهاب والفساد ولمقاومة الارهاب الذي تنفذه الصهيونية العالمية والجماعات المحلية المعادية للوطن فان الاب والام لهما دورا هاما ويجب ان نساعد الرئيس عبدالفتاح السيسي والقوات المسلحة والشرطة لمواجهة هذه الظاهرة السلبية. يجب ان نشرح الوضع الحالي والماضي والمستقبل لاولادنا ولابد من التكاتف والعمل بروح الايجابية ولانترك اولادنا فريسة لظاهر الارهاب.
ان الاختلاف في الرأي يجب ان يتم حله بأسلوب الحوار وليس بالسلاح. ويجب ان نشرح لاولادنا أهمية الحفاظ علي الوطن وفي صورة موحدة لان الارض والوطن هي الاهم مهما عمل الاعلام ومهما عمل المسئولين للتوعية فان دور الاب والام هما الاهم حيث ان المسئولية محدودة في عدد اقل من عشرة افراد لذلك يجب ان يتحرك الاب والام ايجابيا لتوعية اولادنا وابعادهم عن الشيطان الاكبر وهو الارهاب والاقتتال مع جنودنا في الشرطة والقوات المسلحة وافهامهم بأن هؤلاء الجنود والضباط هم أولادنا واولاد عمومتنا واخوالنا وأنهم تدربوا لحماية الوطن وحدوده وليس لقتلهم بأيدينا.