هناك الكثير من الاختراقات الممنهجة التى تمت وتتم لجسد وعقل وروح الأمةومؤسساتها أوصلتها إلى ما نحن فيه ونعايشه يوميا فى مصر وغيرها، والأمر الذى لاشك فيه أن ما يحدث الآن نتاج تحركات ومجهودات وخطط خارجية لم تكن لتنجح لولا وجود الأيادى المتعاونة والمنفذة فى الداخل، إن المؤامرات والصراعات جزء من تركيبة العلاقات الدولية حتى بين أقرب الحلفاء، فما بالنا بدولة زرعت فى محيط يرفضها وعلى أنقاض وجثث شعب ومجتمع، أو أخرى قامت على أساطير وأوهام تاريخية، لذلك من الطبيعى أن تكون الحرب الوقائية الممتدة زمنيا وعلى الأصعدة كافة أساسا لعقيدتها وتفكيرها لضمان أمنها ومستقبلها وبقائها، وتكاد تكون إسرائيل هى الدولة الوحيدة المتفردة فى هذه الأمور وحققت نجاحا باهرا ليس لقوتها الذاتية الخارقة وغيرها بل لضعف الخصوم وساحات بلادهم المفتوحة وكثرة العملاء والجواسيس الذين تصفهم الدولة العبرية «بالملائكة « بل وتحاول تخليدهم حيث ينتج حاليا فيلم (الملاك) من أنتاج نيتفليكس الأمريكية ويستند الفيلم على رواية أورى بار جوزيف الأكثر مبيعا «الملاك: الجاسوس المصرى الذى حفظ إسرائيل» التى صدرت بالعبرية عام 2010 ويعرض العام المقبل، ويؤكد أن السيد أشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان جاسوسا لإسرائيل وأمدها بكنز معلومات أنقذتها فى حرب السادس من أكتوبر، فإننا بحاجة الى رد رسمى كون الأمر يتعلق بدماء وتضحيات أبناء القوات المسلحة, وإنهاء اللغط حول هذه القضية وتداعياتها، والحاجة أكثر إلحاحا إلى تحصين المجتمع والدولة والمؤسسات دون استثناء وتطهيرها من شياطين إسرائيل وغيرها وقطع دابر هؤلاء الذين يجاهر بعضهم بالعمالة للخارج وينشرون الفتن والشائعات ويرعاهم أسيادهم بكل السبل ويلبسونهم أثواب الملائكة رغم أن الملائكة لا ولن تخون.