محمد أمين المصرى
كلمات مكتسبات المرأة السعودية
تعرضت المرأة السعودية لظلم فادح بسبب الهوجة الصحفية التي أعقبت قرار قيادتها للسيارة، فالمرأة هناك تعمل في البنوك والشركات والمستشفيات والجامعات والمدارس، وسيدات أعمال ناجحات في كافة القطاعات.. فنجاح المرأة السعودية ليس مرهونا بقيادتها لسيارتها فقط، لأنها كرست نجاحها في المجتمعين السعودي والعالمي بدون السيارة، وبالتالي فهي ليست بحاجة الي إقرار العالم الغربي بحريتها ونجاحها.
من مكتسبات المرأة السعودية، أنها ستشكل 30% من سوق العمل بتطبيق رؤية «2030»، وتحتل 20% في مجلس الشوري وتترشح للمجالس البلدية، وتشغل رئيس مجلس إدارة السوق المالية، ومنصب نائب وزير، ومتحدثة باسم البعثة الدبلوماسية بواشنطن، ومرشحة لتكون وزيرة قريبا. ويكفي البحث في جوجل لمعرفة مدي نجاح السعوديات عالميا. فمن الظلم أن يرهن الغرب الذي يدعي الانفتاح والتحرر نجاح فئة في أي مجتمع علي قيادة السيارات فقط، لأن بعض الغربيين ومدعي العلمانية يربطون القضية بالإسلام وهو منها برئ، وقد منح ديننا الحنيف المرأة مكانتها الاقتصادية وذمتها المالية المستقلة.. ولعل ما كشفه الكاتب السعودي عبد الله بن بجاد العتيبي في صحيفة الشرق الأوسط لأمر يدعو للدهشة، حيث أكد أن المجتمع السعودي عاش تطورا طبيعيا كغيره من المجتمعات، فكانت نساء البادية يقدن سياراتهن ويقضين حوائجهن دون اعتراضٍ أو استنكار من أحد، مما سهل الانتقال بشكلٍ سلس للأرياف والمدن، لولا ما كان يعرف باسم «الصحوة» التي شكل صعودها عائقا في سلم الحضارة فيما يتعلق بالمرأة ومكانتها. عدم قيادة المرأة السعودية للسيارات ليس أمرا إسلاميا لأنه قرار مجتمعي، حتي إن عموم مشايخ السعودية أفتوا في السابق بتحريم قيادة المرأة للسيارة لمحاذير كثيرة منها أنها تعطيها الحرية بأن تأخذ السيارة وتذهب إلى من تشاء من رجال ونساء، وفيها من المفاسد الكبيرة ما يربو على مصلحتها وقد تؤدي لشرور فتاكة. وقد تبدل موقف الفتوي بعد القرار الملكي وأعلنت هيئة كبار العلماء تأييده.
وربما وبنفس هذا التفسير وعكسه، ربما تتراجع السعودية عن قرار إغلاق المحلات التجارية أثناء أوقات الصلاة، حيث لم يأتِ به نص في القرآن أو السنة، باستثناء الآية الكريمة الخاصة بصلاة الجمعة.