المساء
على فاروق
أفكار جديدة لحل مشاكل مصر
العديد من الأرقام والاحصائيات الصادمة كشف عنها تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء مؤخرا كان من ابرزها ما اعلنه الجهاز عن وجود 12 مليوناً و498 الف وحدة سكنية مغلقة سواء تلك التي تم اغلاقها لوجود سكن آخر للاسرة او التي تحتاج لتشطيب أو ترميم وقدر البعض قيمة هذه الوحدات السكنية والفيلات المغلقة في العديد من المدن الجديدة بالقاهرة والمحافظات بحوالي 1200 مليار جنيه!!
يحدث هذا في الوقت الذي نعاني من ازمة اسكان طاحنة ادت إلي ارتفاع أسعار الشقق إلي أرقام فلكية وعدم تمكن غالبية الشباب من الحصول علي شقة يستطيع الزواج بها.. كما ان هناك العديد من الاسر تعيش في عشش غير ادمية بالإضافة إلي الاقامة بالمقابر!!
بالطبع هذه الأزمة الطاحنة تسببت فيها الحكومات المتعاقبة علي مدي الـ 40 عاما الماضية مما اوصلنا إلي ما نحن فيه الآن.. وكان علي الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يواجه كل هذه التحديات الكبري وان يضع حلولا لهذه المشكلات الهائلة.
يترقب المصريون خلال الايام القادمة ومع بدء الدورة الثالثة لمجلس النواب صدور تشريع جديد يلزم اصحاب الشقق والفيلات المغلقة بدفع ضريبة عقارية إذا استمروا في اغلاقها وعدم تأجيرها.. واري ضرورة ان تكون الضريبة العقارية كبيرة حتي تحقق الهدف المنشود وهو حل ازمة الاسكان وتوفير شقق بأسعار مناسبة للشباب.. واقترح الا تقل هذه الضريبة عن 100 جنيه شهريا وذلك حسب موقع الوحدة السكنية.. وبحسبة بسيطة ستحقق هذه الضريبة ايرادات هائلة بمليارات الجنيهات وتصل إلي مليار و200 مليون جنيه كل شهر يمكن استغلالها في اقامة مدارس ومستشفيات كما يمكن توجيهها إلي العاصمة الادارية الجديدة التي تمثل امل المصريين في القضاء علي الزحام الهائل الذي تعاني منه القاهرة ويضرب الاقتصاد والاستثمار في مقتل.
نريد من مجلس النواب ان تكون ازمة الشقق المغلقة علي رأس القضايا التي يبحثها في الدورة الجديدة التي بدأت منذ ايام وان يصدر تشريعا رادعا لحل ازمة الاسكان في مصر.. وينهي المشهد المأساوي الذي نشاهده في جميع المدن الجديدة من اكتوبر إلي التجمع إلي المدن الجديدة بالمحافظات حيث نري الملايين من الوحدات السكنية والفيلات المهجورة.. بعد ان تكلف انشاؤها المئات من المليارات من الجنيهات.
أزمة البطالة
لا شك ان البطالة من اخطر المشاكل والازمات التي تواجهها البلاد وقد ورثها الرئيس السيسي ضمن العديد من الازمات عند توليه المسئولية.. وقد ساهمت المشروعات القومية الكبري التي تقام بالعديد من المحافظات في توفير العديد من فرص العمل للشباب وتعمل الدولة جاهدة علي توفير المناخ الآمن لجذب الاستثمارات وتم اصدار قانون الاستثمار الجديد ولكن مع تخرج اكثر من 800 ألف شاب كل عام من الجامعات والمدارس الفنية التجارية والصناعية والزراعية فالواجب ان نطرح افكاراً غير تقليدية للمساعدة في هذا الاتجاه ومن هذه الأفكار التي نقترحها استغلال ملايين الشوارع التي لدينا بالعاصمة والمحافظات.. لتستوعب اعدادا هائلة من الشباب من خلال توفير فرص عمل لهم في وظيفة "سايس".. الفكرة لن تكلف الحكومة جنيها واحدا.. ولكن سيحصل الشاب علي راتبه من الايرادات التي سيجلبها المشروع نظير وقوف السيارات بهذه الشوارع.. هذه الفكرة من وجهة نظري يمكن تنفيذها من خلال الاحياء المختلفة.. للحد من ازمة البطالة وفي نفس الوقت القضاء علي ظاهرة الفوضي بالشوارع واستيلاء بلطجية ومسجلوين خطر علي بعض هذه الشوارع وفرض اتاوات علي المواطنين بالإضافة إلي تأمين الشوارع ومنع سرقة السيارات في رأيي ان الفكرة جديرة بالدراسة والمناقشة قبل تنفيذها!!!
تجربة مورشيوس
في الستينيات من القرن الماضي وما ادراك ما الستينيات كانت مصر تساعد العديد من الدول الافريقية بالاطباء والمهندسين والمدرسين وبالغذاء ايضا.. وكان من بين هذه الدول مورشيوس التي كانت من افقر دول افريقيا!
الآن اصبحت مورشيوس اغني دولة افريقية رغم عدم امتلاكها لموارد طبيعية لا بترول ولا معادن وانما تعتمد علي الانسان ثم الزراعة وتصدير المنتجات الزراعية بعد تصنيعها ويمثل عدد المسلمين بها نسبة 17% فقط من سكانها ومع ذلك اختار الشعب رئيسة مسلمة لأنه مجتمع متعايش في سلام ولا تحكمه النعرات الدينية السبب في هذه النهضة هو الاهتمام بالتعليم حيث قررت مورشيوس توفير التعليم مجانا لابنائها من الابتدائي حتي الجامعة.
قال أحد اساتذة الجامعة بمورشيوس: تدمير اي امة لا يحتاج إلي قنابل نووية او صواريخ بعيدة المدي ولكن يحتاج إلي تخفيض نوعية التعليم والسماح للطلاب بالغش.. فيموت المريض علي يد طبيب نجح بالغش ونخسر الاموال علي يد محاسب نجح بالغش!!
انهيار التعليم = انهيار الأمة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف