طارق مراد
دروس أوروبية.. للكرة المصرية
رغم سخونة المنافسة في الدوري الايطالي لكرة القدم "الكالشيو".. واحتدام الصراع علي القمة بين نابولي واليوفينتوس حامل اللقب.. سنجد أن تصفية أندريه أنييلي رئيس نادي اليوفينتوس أصبحت "حديث الصباح.. والمساء" في الشارع الرياضي الايطالي بعد ان اصدرت المحكمة الرياضية الايطالية قراراً بايقاف أندريه أنييلي لمدة عام عن ممارسة أي أنشطة رياضية بعد أن ادانته التحقيقات التي خضع لها لقيامه ببيع تذاكر مباريات فريقه إلي جماهير تنظيم الالتراس.. وهو ما يعد مخالفة جسيمة للوائح الاتحاد الايطالي الذي يفرض حظراً علي بيع تذاكر لجماهير التراس الأندية في كافة المسابقات التي ينظمها الاتحاد الايطالي لكرة القدم وذلك تنفيذاً لقرار الاتحاد بمنعها من دخول المباريات في إطار تصديه لكل مظاهر الشغب والعنف في الملاعب الايطالية لتحقيق أعلي درجات الاستقرار والأمن والأمان والهدوء.
ولم تتوقف العقوبة الصادرة ضد رئيس نادي اليوفي عند ايقافه بل امتد إلي تغريمه 20 ألف يورو.. بالإضافة لمعاتبة نادي اليوفينتوس بتوقيع غرامة مالية ضده تصل إلي "300" ألف يورو وايقاف مدير المبيعات والأمن والتذاكر بالنادي وصحيح أن نادي اليوفي قرر استئناف الحكم.. ولكن الازمة أصابت جماهير اليوفي بحالة من القلق والخوف ان تتسبب هذه الازمة الإدارية في ارباك فريق اليوفينتوس وتؤثر سلباً علي قدراته في الملعب وطموحاته وأهدافه التي يسعي لتحقيقها هذا الموسم
الشيء اللافت للنظر أن أندرية انييلي والذي تولي منذ عدة أسابيع قليلة مضت رئاسة رابطة الأندية الأوروبية خلفاً لكارل هانز رومينجية يتعرض لهذه العقوبة الشديدة رغم انه يرجع إليه الفضل في استعادة أمجاد اليوفينتوس فهو باعث نهضته في السنوات الأخيرة بعد توليه رئاسة النادي حيث استطاع أن يقود اليوفي لقمة الكرة الايطالية باحتكار بطولة الدوري ست سنوات متتالية بالإضافة لتأهل اليوفي لنهائي كأس دوري الأبطال الأوروبي مرتين أمام برشلونة عام 2015 وريال مدريد في العام الحالي وحصل في المرتين علي مركز الوصيف.
.. وكما نري لم يشفع هذا التاريخ المشرف لأندريه انييلي لانقاذه من العقوبة لأن الهدف هو التصدي لجماهير التراس الأندية ومنعهم من دخول المباريات بعد أن باتوا مصدر الشغب والعنف في كل ملاعب العالم وليس في ايطاليا فقط.. واعتقد أن تلك الواقعة الايطالية تمثل درساً عملياً للكرة المصرية لابد أن نستفيد منها طالما أنه بات لدي كل من اتحاد الكرة ووزارة الرياضة اتجاها قوياً لعودة الجماهير المصرية في المرحلة القادمة لحضور مباريات الدوري العام بعد غياب عن الملاعب منذ مذبحة مباراة بورسعيد بين الأهلي والمصري.. ولكن حتي تنجح هذه الخطوة لابد من قيام الجبلاية والوزارة باتخاذ العديد من التدابير والاتفاق علي خطة وأساليب معينة مع رؤساء الأندية الجماهيرية وفي مقدمتهم الزمالك والأهلي والإسماعيلي والمصري والاتحاد السكندري بحيث تضمن هذه الخطة منع وصول تذاكر المباريات لأيدي جماهير التراس تلك الأندية لضمان نجاح عودة الجماهير المصرية للملاعب الخضراء فإذا كان قانون الرياضة الجديد قد نص علي عقوبات رادعة لمثيري الشغب والعنف في الملاعب فلابد من توفير الآليات التي تمنع وصول تذاكر المباريات لجماهير الالتراس وتمنعها من الدخول للملاعب.