نجوى عويس
بكل الحب - النصر العظيم والحرب القادمة
أحتفلت مصر بنصر أكتوبر العظيم والعبور من عار النكسة إلي فخر الانتصار واستعادة الكرامة ، وهي مناسبة تستحق منا أن ننحني لقواتنا المسلحة تقديرا واحتراما وإعزازا بعد أن حققت لنا هذه المعجزة العسكرية التي لازالت تدرس في الأكاديميات العسكرية.. ننحني تقديرا وإعزازا واحتراما الجيش مصر الباسل الذي يعد الآن واحدا من أكبر جيوش العالم ويحتفظ دائما بمركزه المتقدم بين هذه الجيوش ، بل لازال الجيش الوحيد في المنطقة الذي استعصي علي كل المؤامرات التي استهدفت تمزيق مصر وتقسيمها لتتحول إلي كتلة ملتهبة مثلما حدث للعراق وسوريا وليبيا ثم يصبح شعب مصر في خبر كان.. وانظر حولك علي الخريطة العربية لتري كم كان جيشنا العظيم أسدا جسورا في مواجهة ذئاب ووحوش العالم الذين يعتبرون مصر حتي الآن هي الجائزة الكبري.. لكن السؤال في هذه اللحظات التاريخية المجيدة هو : هل كان نصر أكتوبر العظيم صفحة بيضاء في تاريخ أرض الكنانة ثم طويت هذه الصفحة ولم يبق منها سوي الاحتفال بذكري يوم السادس من أكتوبر ؟!
الإجابة غاية في البساطة ، واضحة وجلية لكل من له عيون وقلب ينبض وضمير حي وعقل لم يفقد بعد القدرة علي التفكير.. لا وألف لا فلازالت التحديات قائمة ولازال هذا الجيش العظيم يمارس مهمته الوطنية المقدسة بعد أن طهر سيناء من العدو الصهيوني ليجد نفسه في مواجهة جديدة مع ذئاب التكفير وعصابات الخيانة العميلة لقوي الشر في العالم.. لازال جيش أكتوبر العظيم يدفع الثمن ويسدد فاتورة خيانة المعزول محمد مرسي الذي سمح لآلاف الإرهابيين بدخول سيناء في فترة حكمه السوداء ليضع جيش الوطن في المواجهة الشرسه التي لازالت تدور رحاها فوق أرض سيناء حتي هذه اللحظة ، وهي مواجهة أصعب من شراسة العدو الصهيوني الذي كان في النهاية يحارب بجيش منظم وطبقا لقواعد وأعراف الحروب العسكرية ، فالعدو الجديد يتآمر علي مصر في داخل بؤر وكهوف الإرهاب المختبأه فوق أرض سيناء فيما يشبه حرب الشوارع ، ومع ذلك انتفض جيش أكتوبر العظيم ليؤدي دوره الوطني في الحرب الجديدة ضد إرهاب الخونة والعملاء مضحيا بما يسقط منه من شهداء تسيل دماؤهم الطاهرة لتروي من جديد أرض سيناء مثلما كانت دماء الشهداء عبر التاريخ تروي هذه الأرض الغالية علي مدار التاريخ.. ورغم قذارة الحرب الجديدة ضد الخونة والعملاء فإن أبناء مصر الذين يشكلون قوام هذا الجيش سوف ينتصرون بإذن الله ويحققون نصرا جديدا لايقل في عظمته عن نصر أكتوبر المجيد فهم في البداية والنهاية خير أجناد الأرض ولن تهزمهم قوي الشر والتطرف والتكفير ماداموا يرفعون شعار الحق ويدافعون عن أرض الوطن ويقدمون أرواحهم دفاعا عن بقاء مصر علي قيد الحياة رغم أنف الكارهين وأهل الباطل.
علينا ان نستلهم روح أكتوبر ونحن كشعب نقف صفا واحدا خلف قواتنا المسلحة في حربها الجديدة.. جزء منها فوق أرض سيناء والجزء الباقي مسئولية شعب في معركة بناء مصر الجديدة.. بعد نصر أكتوبر.