خالد رزق
مشوار - ناصر يوليو وثوار يناير.. أسباب للحقد !!
المتابع للصحف ووسائل الإعلام والاتصال والتواصل علي شبكة المعلومات الدولية لابد أن يدهشه كيف أن الأيام الماضية كانت علي ما يبدو مخصصة لسباب ثورة يوليو وقائدها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وسباب ثورة يناير ووصم أفراد الشعب من الشباب الذين قادوها بأبشع وأحط الاتهامات..
فمن دون مناسبة سوي حلول ذكري وفاة الزعيم خالد الذكر عبدالناصر وضبط حفنة من الشواذ رفعوا علماً يعلنون فيه عن مثليتهم وسط حشد ناهز الثلاثين ألفاً انطلقت موجة من موجات الإفك يركبها ببغاوات الصحافة والإعلام ووسائل التواصل أهدافها الإساءة لصورة الزعيم »قائد» الثورة المصرية ملهم أحرار العالم في زمنه والذي مضي ما يناهز نصف القرن علي وفاته، وتدنيس ثورة يناير والنيل من المصريين الذين شاركوا فيها.
موجة وضيعة من السباب والتجني والتزوير طاحت في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.. تتناول سيرة الزعيم وتحقر من قراراته وسياساته، وتتناول ثوار يناير ومجموعات منهم فتصمهم بالشواذ ومناصري حقوق الشواذ..
في الحالتين وقد فرق بين الثورتين تقريباً 60 عاماً (ثورة يوليو 1952 وثورة يناير 2011) استحق أبطالهما حقد وكراهية فئات محددة.. بعضها يبرر له الحقد كونه كان من المنتفعين بما قبلهما، وبعضها لا مبرر له سوي أن وراء نشوئه أزمات نفسية شخصية لأصحابه الذين لم يعتادوا أن يكونوا من المشاركين في أي فعل فيه خروج علي الواقع حتي وإن خرجت أمام أعينهم الأمة كلها ومهما كانت الأسباب التي دعتها للخروج، وهذه الفئة تحديداً هي الأكثر شراسة والأشد وضاعة وانحطاطاً في هجومها علي الزعيم وفي هجومها علي الثورة والثوار، فهؤلاء يذكرونهم بخيباتهم ومجرد وجودهم في المشهد وعلي وجه الأرض يفضح عوراتهم ويكشف سوءاتهم..
أفهم أن يكره ناصر ويكره يوليو الذين خضعوا للتأميم والذين ربما طالهم الظلم فاعتقلوا أو سجنوا لرأي أبدوه في زمن مختلف في مفرداته الوطنية، ولكني لا أفهم أبداً أن يكرهه هؤلاء البسطاء أبناء البسطاء الذين تحققوا علي المستوي الإنساني والاجتماعي في زمنه وبعده بفضل سياساته الاقتصادية والاجتماعية، فكيف لي أن أفهم أسباب من لو لم تقم يوليو لكان أو كانت مجرد عامل بالسخرة في أرض الباشا أو خادمة في قصره، ومنح ناصر آباءهم الأرض ليزرعوها وفتح أمامهم المصانع ليعملوا بها وتعلم أبناؤهم في المدارس والجامعات التي أنشأها ويخرج علينا اليوم ليسب ناصر ويطعن في مشروعه وفي إخلاصه ووطنيته.
الحق أن يوليو أيدها وأيد ناصر الملايين والحق أن كل الملايين التي خرجت لاسقاط مبارك كانت علي قدر من الوطنية لا يفهمه مثلك وقد بقيت أنت مرتعداً ومرتعدة في منازلكم ريثما تحرر الملايين وطناً حكمه فاسد خائب 30 عاماً وأراد أن يورثه ويورثكم لابنه، وبعيداً عن مواقع التواصل يبقي الكلام بوسائل الإعلام مؤكداً علي أن بعضها تحكمه ضمائر معتلة وعقول خربة.