كلما أهلت ذكري العاشر من رمضان السادس من أكتوبر ألتقي مع الذكريات فرغم انها كانت حربا مجيدة يشوبها القلق لدينا من ان ننكسر مرة أخري بعد نكسة ٦٧ فإن الروح المعنوية للجبهة الداخلية كانت مختلفة تماما كانت عليه أيام الهزيمة.
الكل يسارع من أجل تقديم نفسه للتطوع.. الكل يسارع من أجل تقديم دمائه من أجل انقاذ المصابين.. الكل يسارع من أجل خفض حصة غذائه لتوفيرها لجنودنا علي الجبهة الكل يسمع البيانات العسكرية ودقات قلبه كصوت الرصاص من شدة الفرحة والحذر في نفس الوقت من ان يشوبها بعض الخداع كما سبق.
كان الشعب اشبه بخلية نحل تعمل دون كلل ودون مقابل.. كان يجافي النوم ويأخذ حالة الاستعداد الدائم اذ ربما يحتاجه اولادنا علي الجبهة للدعم.
كانت الأمة العربية علي قلب رجل واحد.. الكل يسارع لتقديم الدعم العسكري وبعض كتائبه المسلحة لدعم القتال والبعض يقدم احتياجاتنا من نفط وتموين.
ان حرب رمضان ـ اكتوبر كانت الصورة المثلي لوحدة الأمة العربية والاسلامية في وجه العدوان الصهيوني في كسر شوكته وغطرسته وخطه الحصين ودفاعاته والأهم العبور الي الأمل واعادة الثقة الي أنفسنا.
هذه الروح الجماعية الداخلية التي التفت حول جنودنا علي الجبهة هي مانحتاج اليها للقضاء علي الفساد والطمع والاحتكار واعادة التوازن النفسي والاجتماعي بين ابناء الشعب وهي رسالة موجهة الي الحكومة التي ضغطت بكل ما تملك علي المواطن حتي صار يخاف يومه وغده من شدة مايواجهه.. ابحثوا عن رسالة الأمان في قراراتكم حتي تعود الروح للمواطن.