جلال دويدار
خواطر - صاحب انتصار أكتوبر شهيد الغدر والعمالة
مهما طال الزمن وتصاعد نباح الحاقدين والكارهين فسوف يبقي الزعيم أنور السادات صاحب قرار حرب أكتوبر التي أعادت لمصر كرامتها اسماً بارزاً في سجلات التاريخ، لا جدال أن مصر كانت تحتاج هذا الرجل بعد الانتصار لانتشالها من أوضاعها المتردية وإستكمال قيادته للمسيرة إلي آفاق التقدم والازدهار. هذا الأمل كان وراء المؤامرة التي لم تستهدف اغتياله فحسب وإنما لوقف انطلاق الدولة المصرية إلي المستقبل.
تفعيلا للحب الغامر الذي يربطه بالوطن واستنادا لبعد نظره وفكره الخلاق فانه وعلي ضوء ايمانه بمصر وشعبها وجيشها. ومن واقع تضحياته وما قدمه لهذا الوطن فانه ماكان يمكن بأي حال ان تؤثر نزعات التشويه الموتورة علي قيمة ومكانة السادات بكفاحه ونضاله وعشقه للوطن المصري.
كان السادات يدرك بأن جيش مصر لم يكن سبباً في هزيمة ٦٧ التي أصابت كل مصر بالاحباط والاكتئاب. ماحدث كان محصلة ونتاج الصراعات والتخبط وسوء التقدير. ايمانه بعظمة واصالة العسكرية المصرية وانتماء أبنائها لوطنهم واستعدادهم للتضحية بكل شيء.. كان وراء التخطيط لحرب أكتوبر التي فاجأت وأذهلت العالم. هذه الحرب قدمت نموذجا فريدا لحنكة القائد وحسن ادارته والتخطيط لمعركة استعادة الارض والكرامة.
كان سلاح السادات وعدته في هذه الحرب التي انتهت بالانتصار التاريخي علي الجيش الذي لايقهر.. ايمانه بالانسان المصري وقدرته. كان موفقا في اختياره لمساعديه من القادة العسكريين الذين أخلصوا لوطنهم وعاهدوا الله علي البذل والعطاء حتي يتحقق النصر. سيطر علي هذه النخبة الاصرار والتصميم علي أن يتم علي ايديهم تحقيق البعث لمصر، التي حولتها هزيمة يونيو الي جثة هامدة يحيطها اليأس والاحباط. هذه الصورة التي كانت عليها الدولة المصرية جعلت العدو ومسانديه يعتقدون ان عودتها الي الحياة مرة أخري يحتاج الي خمسين عاما علي الأقل.
استطاع الزعيم الراحل بالخداع وحسن التدبير والاعداد وبالاعتماد علي العقول المصرية وروح التحدي.. الاقدام علي خوض هذه الحرب وهزيمة العدو الاسرائيلي والانتصار عليه لأول مرة ليمسح العار الذي لحق بالتاريخ المصري.
امام عظمة هذه القيادة الفريدة وبعد انتصار أكتوبر لم يكن امام القوي المتآمرة علي مصر المحروسة سوي الاستعانة بعملائها المأجورين للخلاص منه. كان الزعيم قد حاول احتواء انحراف فكرهم ودمجهم في المسيرة الوطنية للشعب المصري. لم تفلح محاولته حيث دفعتهم والعمالة والخيانة ونزعات الغدر ونكران الجميل لتنفيذ جريمتهم باغتيال الرجل الذي »مرمط باسرائيل الأرض وأعاد الكرامة لمصر».
من المؤكد بل يقينا انه لو كان الله قد كتب الحياة للسادات بما يملك من مقومات فريدة.. لعدة سنوات أخري.. لكان كل شيء في هذا الوطن قد تغير الي الافضل والاحسن. هذا الهدف كان متاحا بالامكانات المتوافرة لديه لتحقيق طموحات وآمال الشعب المصري الذي فقد بغيابه زعيما لايعوض.