صلاح الحفناوى
هنا مر الأنبياء.. وانتصر الأوفياء
سيناء أرض الفيروز والنقاء.. باركها الله سبحانه وتعالي في كتبه السماوية الثلاث.. علي مر العصور تاريخ حافل بالأمجاد خطها دماء وأرواح الشهداء.. علي رمالها الطاهرة رأيت رجالاً يصنعون المعجزات ونساء أكثر قوة ووفاء وذكاء.. عشت في الأرض الطيبة التي سار علي ترابها المقدس الأنبياء ابراهيم ويعقوب وموسي وهارون وعيسي وأمه مريم البتول وخمسة آلاف من صحابة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وأقسم بها الله عز وجل: "والتين والزيتون وطور سنين" وبها الوادي المقدس الذي قال رب العالمين لموسي عليه السلام: "فاخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوي".. وفي التوراة "مصر خزائن الأرض كلها. فمن أرادها بسوء قصمه الله".
الأيام الماضية التقيت بأهلنا وأقاربنا بأرضنا المباركة وكانت عصارة الحوار في عالم يمتلئ بالمؤامرات والتحالفات الشيطانية: الله يحمينا وأبطال جيشنا يدافعون عن الأرض والعرض وحق الشهيد.. ويقفون شامخين دائماً.. رسائلهم تصل إلي كل من تسول له نفسه العبث بأمننا واستقرارنا وفي القلب حرب أكتوبر التي ستظل مصابيح مضيئة لإنارة كل دروبنا.
قالوا في حواري معهم: رب ضارة نافعة.. الأزمات التي مرت بها مصر كشفت صلابة وقوة شعبنا الذي لا يهاب الزلازل والإحباطات واليأس فعندنا خير أجناد الأرض الذين انتصروا علي جماعات التطرف والإرهاب.. كاشفين ان أخطر الحروب التي تخوضها بلادنا القضاء علي الفاسدين والمرتشين والمزورين.
***
ان أكتوبر.. انتصار رمضان ليست مجرد معركة كرامة خاضها المصريون تحت راية الإيمان.. ربما هي للعالم كله دروساً في العسكرية.. ولكنها بالنسبة لأجيال مصر.. شبابا وكبارا.. إدارة وإرادة.. روضت المستحيل.. حددت الهدف.. أهلت الرجال للمهمة المقدسة التي أدوها علي خير ما يرام وبهذا المعني تظل الذخيرة الصالحة لخدمة معارك الحياة.. ومتطلبات الرقي والتنمية وتخطي الصعاب والأزمات.. ودليل مضييء إذا استرشدنا به لزيادة طاقاتنا في العمل والإنجازات لتعود المحروسة لقمة المجد.
***
حروب منطقتنا العربية ومصر صعبة.. نجحت الآلة الجهنمية في تدمير سوريا والعراق وليبيا واليمن يضاف إليها جحيم الهجرة.. كما كشفت صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية عن 3 ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا ووصل الحال ببعض العائلات الفارة من براكين الحرب ببيع بناتها بـ 1200 جنيه استرليني والزواج سراً دون تسجيل أو توثيق عقد الزواج وترفض العائلات عودتهن مما يدفع بعضهن للعمل في الملاهي الليلية أو البغاء.
وتشير "الجارديان" إلي ظاهرة تجنيد الأطفال للقتال ضمن صفوف عصابات التطرف بالشرق الأوسط.. والأسوأ استخدام المواقع الالكترونية لنشر فتن داعش وتنظيم الاخوان الارهابي بعد أن نشرت "التايمز" الأيام الماضية تحقيقاً يؤكد ان 50 ألف حساب لأشخاص يؤيدون الارهابيين وتعرض علي مواقعها فيديو لأطفال يلوحون بأعلام سوداء وصورة لجثة رجل مقطوع الرأس وقد كتب عليها كافر.
***
تعالوا مع أجمل أدعية شيخنا مشاري العفاسي:
يا مصر كرمك الذي أعلاك في الذكر المبين
ودعا العباد ليدخلوا من كل باب آمنين
يا رب صنها وارعها ودم علاها يا إله العالمين
واكتب لها رغداً وأمناً.. اللهم آمين