الغرب حاصر وحارب مصر بعد ثورة 23 يوليو عندما اعلنت عن توجهها العربي القومي الوحدوي المنبثق من ارادة وطنية خالصة وانتهجت بقرار وطني مستقل التنمية الشاملة طريقا اعتمدا علي القدرات الذاتية واتبعت سياسة الحياد الايجابي وقادت حركة عدم الانحياز.
في ظل الحصار الاقتصادي استطاعت مصر ان تبني تجربة تنموية وطنية متعددة الاوجه والمجالات وتمكنت من مجاراة الدول الكبري في الصناعات المدنية والعسكرية ولو استمرت التجربة دون مؤامرات واستفزازات معادية لكانت مصر في مصاف الدول المتقدمة.
ومن الدول التي حاصرها الغرب وجرها الي حرب طويلة الامد ايران استطاعت خلال فترة الحرب مع العراق والحصار والعقوبات ان تتقدم كثيرا في مجال الصناعات المدنية وتحقق طفرات في الصناعات العسكرية وصناعة الصواريخ والاقمار الصناعية والطاقة النووية واصبحت قوة اقليمية لها كلمتها المسموعة اقليميا ودوليا مما استدعي القوي الغربية الكبري المعادية لها التسليم بقدراتها النووية والتفاوض معها دبلوماسيا بعد فشل التهديدات العسكرية والعقوبات الاقتصادية في اثناء ايران عن المضي في تطوير قدراتها الذاتية ومد نفوذها في محيطها الاقليمي.
المثال الثالث كوريا الشمالية التي تتعرض للحصار والعقوبات الاقتصادية والتهديدات العسكرية الامريكية والغربية ولم ترضخ لا للعقوبات ولا التهديدات واستمرت في بناء قوتها العسكرية النووية والصاروخية واستطاعت ان تصمد وان تستمر في تجاربها النووية وصواريخها عابرة القارات واحرزت نجاحات كبيرة وانتقلت الي مرحلة تهديد المدن الامريكية بالقصف الصاروخي وادركت امريكا ان تهديدات كوريا الشمالية جدية وحقيقية مما اجبرها الي اللجوء الي العقوبات وطلب وساطة روسيا والصين وتحاول ان تلقي بالمسئولية علي مجلس الامن واحالت له ملفها النووي.
نخلص من ذلك ان الازمات والحصار والعقوبات والتهديدات والحروب تصنع المعجزات في الدول و لا ننسي ان اول قنبلة ذرية صنعتها امريكا عندما تعرضت للخطر والتهديد بعد اجتياح اليابان سواحلها في بيرل هاربور وانتج صراع القوتين العظميين ترسانة متقدمة من القنابل النووية والصواريخ النووية عابرة القارات.
ونحن في مصر ممكن ان نخرج من الازمات الحادة التي عشناها ونعيشها قوة صناعية كبري في مختلف المجالات ونحن نثق في برنامج الرئيس السيسي وطموحاته ونتفاءل معه بمستقبل مصر في السنوات القادمة بالانتقال من مرحلة الصعوبات والازمات الاقتصادية الي مرحلة الانفراج والانتعاش ثم الازدهار ثم الي مصاف القوي الكبري
و كل ذلك ممكنا بتوظيف كل الامكانيات وبالاحتشاد خلف القيادة الوطنية التي تقودنا الي بر الامان والتقدم بالرشد والعقل.