عياد بركات
ثوب التعليم .. تغيير لا ترقيعاً!!
عمليات الإصلاح الجزئية في التعليم لا تتعدي أن تكون "رُقَعاً" في ثوب أصابه البلي.. وغالباً يحتاج لتغيير شامل.
إذا أردنا تعليماً قوياً صالحاً يجعلنا نقف موقف الندية مع أمم أخري. كانت بجوارنا. ثم سبقتنا. لابد من نسف العملية التعليمية الحالية برمتها واستبدالها بعملية أخري تضع أيدينا وأقدامنا علي أول الطريق.
عملية تعليمية تقوم أساساً علي المساواة بين جميع المواطنين وتساهم في تأهيل الزيادة السكانية وتوظيفها لتصبح عمالة فنية مدربة. نحتاج لها في نهضتنا المرتقبة. ويحتاج لها أشقاؤنا العرب في المجال الحيوي المحيط بنا.. وقتها سوف نتباهي بالزيادة السكانية. فهي بإذن الله نعمة لا نقمة. لا عاراً ولا شناراً. لا نعرف كيف نتخلص منه؟!!
هناك دول تفوقنا في معدل الزيادة السكانية. لكنها استطاعت توظيف هذه الزيادة فيما يخدم خططها التنموية. هذه الدول منها إسلامية وغير إسلامية مثل أندونيسيا ماليزيا الهندي الصين وفيتنام.. كل ذلك لأن عملية التعليم تتم بسهولة.. لا أحد يتغيب عن المدارس. ولا المدرس كل ما يشغله كيف يقدم لطلابه درساً خصوصياً.
أول خطوة لإصلاح العملية التعليمية هو إلغاء التعليم الخاص. وتوحيد التعليم الذي يتلقاه المصريون تنفيذاً لما نص عليه الدستور في المادة 19 من أن التعليم حق لكل مواطن هدفه بناء الشخصية المصرية. والحفاظ علي الهوية الوطنية.. نصت المادة علي أن التعليم إلزامي حتي نهاية المرحلة الثانوية أو ما يعادلها. وتكفل الدولة مجانيته بمراحله المختلفة في مؤسسات الدولة التعليمية. وفقاً للقانون.
الإصلاح الشامل للتعليم يبدأ بالمساواة بين المصريين فيه. إذن لا داعي للمدارس الخاصة. ولا للجامعات الخاصة. لأنها تعني تمييزاً بين المصريين القادر وغير القادر.. كما أنها تمتص العملة الصعبة للبلاد. وخريجوها يعانون من عدم الاعتراف بهم لا في الشارع ولا في جهات العمل. رغم تميزهم عن زملائهم بدفع دم قلب أهاليهم.
كيف سنأخذ بيد مصري إلي الأمام. ونجعل منه رجلاً منتجاً أو حرفياً ماهراً وهو يري؟!.. التعليم تعليمين أحدهما للفقراء والآخر للأغنياء.
توحيد التعليم الذي يتلقاه المصريون خطوة مهمة وأساسية علي الدرب وعلي وزن انسف حمامك ننادي انسف تعليمك. وابدأ تعليماً يتساوي فيه المصريون.
حتي الآن لم نر أحدا قد نبغ في مجال ما. سواء كان تعليمه خاصاً أو متميزاً عن التعليم الذي يتلقاه غالبية المصريين.
هل تلقي العقاد أو طه حسين أو زويل أو د.مجدي يعقوب تعليماً خاصاً.. لقد بهروا العالم بعلمهم وبتفوقهم لأنهم تلقوا تعليماً يتلقاه كل المصريين.. والقرارات الصعبة تحتاج لإرادة قوية. فهيا نبدأ!!
* * *
قلبي.. في رفح
* قلبي مع أهلنا في رفح.. كنوز الدنيا كلها لا تساوي من عاش فيه الفتي وترعرع.. وروي الأرض هو وأجداده عرقاً ودماً ولله در أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال:
كم بنينا من حصاها أربعاً
وانثنينا فمحونا الأربعا
قد يهون العمر إلا ساعة
وتهون الأرض إلا موقعاً
هذا الموضع هو الذي يغادره أهلنا في رفح هذا الأسبوع. يغادرونه حباً في وطنهم مصر وتأكيداً لأمنها القومي في عملية فدائية تحسب لهم لا عليهم.. وقد أكد اللواء عبدالفتاح حرحور. محافظ شمال سيناء. عقب وضعه إكليلاً من الزهور علي قبر الجندي المجهول يوم الأربعاء الماضي: إن عملية إخلاء 500 متر جديدة تتم حفاظاً علي الأمن القومي. وأنه الآن تمت إزالة 40 منزلاً و60 فداناً من الأراضي المجاورة لها. وقال: إن الاعتمادات المالية قد تم اعتمادها بالفعل للصرف منها فور انتهاء اللجان المشكلة لحصر المباني والزراعات من عملها.
بتنفيذ المرحلة الثالثة يكون قد تم إخلاء 1.5 كم عمقاً من خط الحدود المصرية الفلسطينية.. وتحيا مصر.. وأبناء مصر في رفح يضحون من أجل مصر. وأمنها القومي.