كنت ضيفاً علي برنامج "أخبار القاهرة" علي قناة القاهرة منتصف ليل الجمعة أمس الأول.. وكان من الطبيعي في هذا اليوم "6 أكتوبر" أن أبدأ تحليلي لأخبار الساعة بالحديث عن ذكري انتصارات أكتوبر.
تكلمت عن قيمة هذا النصر الأسطوري العظيم الذي أعاد أرضنا السليبة كاملة وثأرنا به من عدونا اللدود ولم يكن أحد في العالم يتوقعه أو حتي يتوقع أن نحارب فالكل كان يعتبرنا أمة ماتت في حين اننا أمة قد تمرض لكنها لا تموت أبداً.. وعددت العوامل التي ساهمت في تحقيق النصر وحيرة الدنيا فيه واهتمام المراكز العسكرية وكليات الحرب العالمية به طوال 44 عاماً وتوابع النصر واهمها المؤامرات الصهيونية العالمية التي تحاك ضدنا لتقسيمنا إلي كانتونات ضعيفة لصالح إسرائيل.. وتحدثت أيضاً عن التضحيات البشرية والمادية التي بذلناها لننتصر بإرادة صلبة وإيمان راسخ وعون من المولي عز وجل.
وتوقفت- وكان لابد أن أتوقف- أمام قضية في غاية الخطورة وأولي بالاهتمام علي كافة الأصعدة وهي أن معظم أبناء الجيل الحالي المولودين بعد 1973 يجهلون كل ما تحدثت عنه وتحدث عنه غيري عن نصر أكتوبر.. والأمر من ذلك أن منهم من يسفهه ويحصر منافعه في يوم أجازة من العمل والدراسة.. أليست كارثة يا سادة..؟؟
قلت بوضوح وبلا مواربة ان الذنب ليس ذنب أبناء هذا الجيل بل ذنبنا نحن.. فكلنا مذنبون ولا استثني أحداً.. ونظراً لاتساع رقعة المذنبين التي تضيق بهم المساحة فانني أذكر فقط بعضهم:
* ذنب آباء وأمهات لم يتحدثوا أو يتحاوروا مع أولادهم حول هذا الحدث المفصلي في حياتنا.. اهتموا فقط بتوفير متطلبات الحياة ولم يهتموا ببناء عقولهم وشخصيتهم الوطنية.
* ذنب تعليم هش اختصر نصراً إلهياً بكل ما تحمل الكلمة دفعنا ثمنه شهداء من أولادنا واقتصاد انهار ومازلنا نلملمه في صفحة بكتاب التاريخ وكأنه حدث عارض لا يعنينا الاهتمام به.
* ذنب خطاب ديني عفا عليه الزمن وأصبح كلأ مباحاً لكل من هب ودب وحفظ كام آية أو حديث صحيح أو مبتور لترسيخ مفاهيم مغايرة لديننا الحنيف التي تربينا عليها.. خطاب اهتم بجسد المرأة أكثر من اهتمامه بحياتها وكرامتها وحريتها وآدميتها ومستقبلها واستقرار أسرتها ودون ان يتطرق- إلا نادراً- لنصر زلزل العالم كله.
* ذنب ثقافة اضمحلت وأصبحت نسياً منسياً تركز علي ترسيخ أفكار شاذة مستوردة لأغراض وأمراض عمداً لضرب ثقافتنا أؤ تقليداً أعمي هو الغباء ذاته تحت حجج واهية مثل حقوق الإنسان والحرية والانفتاح فصبغت إبداعاتها بهذه الألغام وتعامت عن نصر عظيم هو "أم الإبداع وأبوه".
* ذنب إعلام مرئي ومطبوع ومسموع وإلكتروني لا يتذكر النصر إلا أياماً معدودات قبل وأثناء وبعد 6 أكتوبر من كل عام ثم يوجه "أغلبه" رسائل طوال العام تنسف بخبث ما سبق أن بثه أو نشره أو شيره عن هذه المناسبة.
المذنبون كثيرون.. فهل بعد ذلك تنتظرون من الجيل الحالي أن يكون لديه انتماء لهذا النصر أو حتي معرفة ولو سطحية به..؟؟
لا ابالغ ولا اتجني علي أحد بعينه.. لكنها الحقيقة المرة.. وانني هنا اضع كل من يهمه الأمر- إذا كان يهمه- أمام مسئولياته حتي لا يأتي يوم نجد فيه شبابنا لا يعرفون عن نصر أكتوبر أكثر مما يعلمه البعض عن معركتي قادش وعين جالوت.
الا هل بلغت.. اللهم فاشهد.
**يا رب.. كمل فرحتنا..
أمس.. تعادلت غانا مع أوغندا في تصفيات المجموعة الخامسة المؤهلة لمونديال روسيا ..2018 ورغم احقية النجوم السوداء في هدفين صحيحين ألغاهما الحكم وفي ضربة جزاء واضحة للأعمي قبل البصير لم يحتسبها إلا أن هذا التعادل كان أمنيتنا.
الآن.. أصبح لغانا 6 نقاط وخرجت من السباق ولأوغندا 8 نقاط.. وتتصدر مصر المجموعة ولها 9 نقاط وتلعب الليلة مع الكونغو صاحب النقطتين ببرج العرب ولا بديل عن الفوز ليرتفع رصيدنا إلي 12 نقطة نصعد بها رسمياً للمونديال بصرف النظر عن نتيجة مباراة الجولة الأخيرة أمام غانا.
"يا رب.. كمل فرحتنا" ونفوز ببركة شهر الانتصارات لنصعد للمرة الثالثة في تاريخنا وبعد 27 عاماً من آخر مرة وصلنا فيها للمونديال.
يا رجالة مصر كلوا نجيلة ستاد برج العرب أكلاً.. قلوب 104 ملايين مصري معكم ويرفعون اكفهم للمولي عز وجل ويدعون في صوت واحد "يا رب.. النصر لمصر"..
ياااااااااااااا رب