الأخبار
جلال دويدار
خواطر - هل تؤدي زيارة سلمان.. إلي تسوية لمحنة سوريا
كل مواطن عربي قومي وشريف يعقد الآمال ويتمني أن تسفر زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لروسيا ومباحثاته مع الرئيس الروسي بوتن إلي »حلحلة»‬ الأوضاع في سوريا الجريحة بما يؤدي إلي تسوية لمحنتها المستمرة منذ ما يقرب من سبع سنوات.. لا يخفي علي أحد أن كلا من الرياض وموسكو يعدان لاعبين رئيسيين في الأحداث المأساوية التي غرقت فيها الدولة السورية.
إن دور كل منهما في هذا الصراع متناقض حيث تدعم السعودية المعارضة السورية بينما تقف روسيا بكل امكاناتها مع نظام الأسد. زاد من حدة هذا الصراع دخول إيران كطرف ثالث وهو ما انعكست آثاره علي الشعب السوري الذي أصبح يعاني من الخراب والدمار والتشريد. في الآونة الأخيرة. أدت التطورات بالمنطقة لزيادة الخطر الارهابي داخل السعودية إلي جانب الحرب في اليمن التي أشعلتها إيران من خلال تشجيعها لجماعة الحوثيين ودعمهم بالمال والسلاح. يأتي ذلك نكاية أيضا في السعودية وكل دول الخليج في إطار استراتيجيتها القائمة علي التدخل في شئونهم الداخلية.
من المؤكد أن التوصل إلي تفاهم وتقارب سياسي وتوافق مصالح بين السعودية وروسيا تتويجا لزيارة الملك سلمان.. سوف يكون له نتائج إيجابية لصالح حل المشاكل. لا جدال أن العلاقات الوثيقة المتشعبة المصالح بين روسيا وإيران المحاصرة غربيا يمكن أن تسمح لها بأن يكون لها دور إيجابي في تخلي إيران عن سياستها العدوانية تجاه السعودية ودول الخليج. تحقيق مثل هذا الانجاز سوف يكون عاملا مهما وفاعلا في إيجاد حلول لكل القضايا التي تهدد أمن واستقرار كل منطقة الشرق الأوسط.
إن الآمال معقودة علي نتائج زيارة الملك سلمان لروسيا والتي تدعو بوادرها إلي التفاؤل بالنسبة للأوضاع في سوريا واليمن وتمرد دويلة قطر الداعمة للإرهاب. كل هذه المشاكل ترتبط بالاستراتيجية العدوانية التي تتبناها إيران والتي يعني تخليها عنها عودة الأمن والاستقرار إلي منطقة الشرق الاوسط.
ليس هناك ما يجعلنا نثق في تحقيق هذا التطور إلا إذا خلصت النيات وآمنت جميع الاطراف بحتمية نبذ التدخل في شئون الدول الاخري. إن التوافق في وجهات النظر بين الدول ـ المحكوم بالمصالح المشتركة ـ يعد عنصرا مهما وفاعلا في وضع قاعدة لتسوية الازمات علي اساس مراعاة مصالح وتوجهات كل طرف في هذه المنظومة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف