طلعت الغندور
من يعيد هيبة الحرم الجامعي؟!
بعد خروج الحرس الجامعي من الجامعات المصرية تمت الاستعانة بموظفين إداريين معظمهم غير مؤهل للعمل الأمني ولا يملك سلطة تطبيق القانون بشكل فعال وبالتالي تدهورت الأوضاع داخل الجامعة وأصبحت في غاية الصعوبة ولم يعد هناك فرق بين داخل الجامعة وخارجها. مما أفرز حالة من الفوضي والسلوكيات المرفوضة أثرت بشكل كبير علي قدسية المكان وأدت إلي تراجع المستوي التربوي والتعليمي.
والدليل علي صدق كلامي هو ما تتداوله وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً عن واقعة "الحضن" في جامعة طنطا وقيام أحد الطلبة من جامعة أخري بالاتفاق مع أخصائي الأمن بالكلية علي منحه إذن بإقامة حفل خطبة لطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق وبالتالي لابد من أفعال تناقض الأعراف والتقاليد الجامعية. والمدهش أن الطالب المدان يبرر سوء تصرفه بأنه كان يريد أن يدخل الفرحة علي قلب خطيبته التي قرأ الفاتحة معها بنية الزواج وأراد أن يفاجئها بوضع خاتم الخطبة في أصبعها.. يا سلام.
لا يخفي علي أحد أن الحرم الجامعي مليء بالعديد من التجاوزات والسلوكيات غير الأخلاقية ويحتاج إلي وقفة صارمة لوقف ما يحدث فوق الأسطح والأماكن الخلفية والطرقات في غير أوقات المحاضرات وبعض الطلبة يتخيل خطأ أن الجامعة مكان للتنزه وقضاء وقت جميل وإقامة الاحتفالات في ظل فراغ أمني وحرس مدني غير قادر علي السيطرة ولا يتميز بالهيبة التي كان عليها الحرس الجامعي ناهيك عن شيوع ظواهر ومفاهيم غريبة في البيئة الجامعية.
كلمة فاصلة : من أجل هذه الحالات وغيرها التي لا يتسع المكان لحصرها تبرز أهمية الاستعانة بضباط القوات المسلحة المتقاعدين الذين خدموا البلاد ولديهم من الخبرة والعلم ما يجعلهم قادرين علي تحمل المسئولية في حفظ الأمن داخل الجامعة ولهم من الهيبة ما يعينهم علي فرض الألتزام والتفرقة بين الحرية والمسئولية من أجل صالح العملية التعليمية. وعلي صناع القرار أن ينتبهوا جيداً للعلاقة بين التعليم والتربية ودعم القيم وانقاذ هيبة الحرم الجامعي.