الجمهورية
السيد البابلى
سياسة النفس الطويل..!
يقول اللواء هاني عبداللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية انه "لا يوجد ما يقلق الشعب المصري بأي صورة من الصور.. وأنه تم إبلاغنا بالتعامل بسياسة النفس الطويل مع الإخوان".
والتصريح يعني أن يكون هناك ضبط للنفس في مواجهة أعمال العنف والحرق والتدمير التي يرتكبها عناصر إخوانية وأن يكون هناك التزام بعدم اللجوء إلي القوة إلا في أضيق نطاق وأن يكون هناك مراعاة أن الضحايا الذين سوف يتساقطون هم من المصريين مهما كانت دوافعهم أو مبرراتهم في استخدام العنف.
ومع ترحيبنا بهذه السياسة التي تعني أيضاً الانتظار إلي أن يتخلي الإخوان عن العنف وأن يدركوا أنهم لن يحصلوا علي أي مكاسب من جراء استمرارهم في الشارع فإننا في الوقت نفسه نتساءل ونتخوف من انعكاسات هذه السياسة علي مجتمع أصبح مشغولاً بالإرهاب علي حساب قضايا التنمية والبناء وإلي متي سيظل الأمن بكل قدراته في حرب مع الإرهاب تستنزف إمكانياته وطاقاته وتنعكس علي قدرة الأمن في أداء باقي المهام الموكلة إليه لتأمين الشارع والمواطنين من الجرائم الأخري..!!
إن القضية لا تتعلق بالصبر والنفس الطويل. ولكن بالبحث عن حلول ومبادرات للخروج من الأزمة وفي أسرع وقت ممكن.
وفي حديثنا عن المبادرات فإننا لا نتحدث عن تنازلات ولا حوار من أجل المصالحة. فقد أهدر الإخوان هذه الفرصة عندما صمموا علي رفض الإرادة الشعبية واستخدموا العنف لإرهاب الشعب.
فنحن نتحدث عن مبادرات تشارك فيها كل القوي والأحزاب السياسية لحوار شامل يطرح أفكاراً وحلولاً قابلة للتطبيق في إطار التأكيد علي الحقوق السياسية لجميع المصريين طالما التزموا بالقانون والنظام وسلمية التعبير.
نحن في حاجة إلي أصوات عقلاء الأمة ليتصدروا المشهد السياسي من أجل عودة الوعي وإنهاء حالة التوتر والقلق التي قد لا نستطيع احتمالها طويلاً.
* ولم أفهم أو أتقبل حديث أحد مذيعي الفضائيات الذي يتعجب من سلبية المواطنين في مواجهة المظاهرات قائلاً "كانوا واقفين يتفرجوا وساكتين.. كانوا سلبيين"..!
فهل يريد هذا المذيع أن يحمل الناس السلاح ليردوا به علي الخارجين علي القانون يطلقون الرصاص العشوائي. وهل يريد أن تكون حرباً أهلية يصبح الأبرياء طرفاً فيها..!
إن أفضل ما يفعله العقلاء من الناس في مثل هذه المواقف هو التراجع وإخلاء الساحة لرجال الأمن لأداء وظيفتهم وواجبهم في فرض القانون وملاحقة الذين يلجأون للعنف والاعتداء علي الممتلكات العامة والخاصة..!
إن البعض في هذه الفضائيات يصل به الانفعال إلي الإدلاء بآراء غريبة لو تم الأخذ بها لكان القتلي كل يوم وفي كل المواجهات بالمئات وربما بالآلاف أيضاً.
* ونعود إلي دولة قطر "الشقيقة" وحيث كتبت في هذا المكان عند التوصل إلي اتفاق للمصالحة مع مصر قبل عدة أسابيع أقول إن قطر استجابت للضغوط السعودية من أجل أن تتمكن من عقد القمة الخليجية علي أراضيها وأن يحضر قادة مجلس التعاون هذه القمة لأن مقاطعتهم كانت ستزيد من عزلة قطر وتهدد شرعية ووجود النظام الحاكم هناك.
وكنت علي ثقة من أن قطر لن تلتزم بوعودها لأن القرار السياسي القطري لا يصنع في الدوحة وقد سبق لقطر أن اتفقت مع دول مجلس التعاون الخليجي علي معالجة قضية الخلاف الحدودي بينها وبين البحرين في إطار المجلس ثم تخلت عن وعودها وأصرت علي الذهاب بالقضية للتحكيم الدولي وخسرتها..!
* و"التكية" في وزارة الأوقاف علي وشك أن تغلق أبوابها. ولو لفترة قصيرة. فوزير الأوقاف بدأ حملة تطهير وأزاحة لعدد من قيادات الوزارة..!
وقد دخل الوزير بذلك عشاً صعباً للدبابير. فهذه الوزارة أشبه بمغارة علي بابا. فيها كل كنوز الدنيا. ومازالت مجهولة إلا لمن دخلها وعرف كلمة السر وكيف يفتح أبوابها..!
وهذه الوزارة هي التي أقدمت قبل عدة سنوات علي بيع "التكية" المصرية في مكة وفي المدينة. ثم قامت باستئجار مباني سكنية ألقت عليها "التكية" أيضاً لخدمة حجاج بيت الله من المصريين.. وكانت "التكية" بالطبع قاصرة علي خدمة موظفي الأوقاف وأحبابهم ومريدهم.. والحكومة المصرية هي التي تسدد الإيجار والمرتبات.. ولم تغلق إلا قبل سنوات قليلة.. وبعد أن نقلوا الحج إلي القاهرة..!
* التزم معظم "الفلول" من المسئولين السابقين في عهد مبارك بالصمت.. وقرر بعضهم أن يلزم بيته طواعية وقرر البعض الآخر أن يكتفي بالتأليف والكتابة ماعدا فاروق حسني وزاهي حواس فمازالا في المشهد يتحدثان ويحللان وبرما يحلمان بالعودة للساحة من جديدة..!
ونقول كلمة حق لله وللوطن.. فاروق حسني كان من أفضل وزراء الثقافة في مصر رغم كثرة الانتقادات والأقاويل التي تناولته والتي ثارت حوله..!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف