الأخبار
جلال دويدار
تأهلنا «لمونديال» موسكو بفضل الله وعبقرية صلاح
تأهلنا لخوض بطولة العالم لكرة القدم التي ستقام في موسكو العام القادم. هذا العبور تم بفضل الله الذي إستجاب لدعوات عشرات الملايين في مصر الذين كانوا يرون في هذا الفوز التاريخي إنتصارا لمصر المحروسة التي تكافح وتناضل في كافة المجالات وفي كل اتجاه من أجل النهوض والتقدم والحياة الكريمة. لا يخفي علي أحد أن فريق الكونغو الذي فزنا عليه ٢/١ ووفقا لرأي الخبراء فريق عادي ومتواضع. ليس أدل علي ذلك إنه لم يحصل سوي علي نقطة واحدة وتذيل قائمة المجموعة التي جمعته مع مصر..
مشكلة الفريق المصري الذي يضم لاعبين علي مستوي عال.. هي الضغوط الجماهيرية الشديدة المشتاقة للفوز والفرحة.. أدي ذلك إلي إرتباك اللاعبين ودفعهم إلي استعجال هذا الفوز الذي استعصي عليهم حتي آخر دقيقة وهو ما كان له تأثير سلبي علي أدائهم. حدث هذا في نفس الوقت الذي لعب فيه الفريق الكنغولي مباراة عمره هادئ الاعصاب دون هذه الضغوط نظرا لانه ليس لديه ما يبكي عليه سواء بالفوز أو الهزيمة. هذه الحالة التي كان عليها أتاحت له عدة فرص قاتلة كان يمكن لو انتهت بتسجيل أهداف أن يخرج فائزا.
عضو منتخبنا الوحيد الذي لم يصبه هذا الارتباك الذي تعرض له باقي اللاعبين.. كان اللاعب محمد صلاح العلامة البارزة في تاريخ الكرة المصرية والعالمية والمحترف في فريق ليفربول الانجليزي.
أراد الله بالتوفيق الذي أسبغه عليه ألا يخذل تطلعات وآمال المصريين التي تعاظمت بعد تعادل فريقي غانا و أوغندا ليتجمد رصيدهما من النقاط في المجموعة الخامسة وهكذا كانت إرادة المولي عز وجل في الشوط الثاني للمباراة أن يسخر هذا اللاعب ـ االذي يذوب حباً في مصر- لينشر الفرحة في كل ربوع مصر المحروسة والوطن العربي عندما سجل الهدف الاول في شباك الكونغو.
بعد الفرحة العارمة التي اجتاحت جماهير برج العرب وكل مصر والوطن العربي كانت الصدمة الكبري المتمثلة في تمكن الفريق الكنغولي من تسجيل هدف التعادل . عاش الجميع الاحباط واليأس نتيجة هذا التطور الذي سرق منهم فرحة العبور إلي مونديال موسكو خاصة بعد أن انتهي وقت المباراة وأعلن الحكم عن ٥ دقائق وقتا إضافيا.
وفي الدقيقتين الأخيرتين من انتهاء المباراة . جاء الفرج بعرقلة اللاعب »تريزيجيه»‬ في منطقة جزاء الفريق الكنغولي واحتساب ضربة جزاء للفريق المصري. وتقدم محمد صلاح وسط صمت رهيب لتنفيذ ضربة الجزاء. كان من الطبيعي أن تتعلق بقدمه أعصاب الملايين الذين لم يكن أمامهم في هذه اللحظة سوي ترديد كلمة يا رب. لم يكن باقيا علي انطلاق صفارة الحكم بنهاية المباراة سوي أقل من دقيقة عندما حدثت المعجزة بتسجيل الهدف الثاني للفريق المصري مؤذنا بالفوز وتحقيق حلم الوصول إلي موسكو.
لقد احترقت أعصابنا علي مدي الـ ٩٠ دقيقة التي استغرقتها المباراة ووضعنا جميعا أيدينا علي قلوبنا من ضياع الأمل الذي انتظرناه ٢٨ عاما.
لا أحد ينكر أن كل اعضاء المنتخب المصري بذلوا كل ما يمكن من جهد من أجل الفوز وإسعاد الشعب المصري ومحبيهم في العالم العربي ولكن الظروف التي أحاطت بالمباراة حرمتهم من التركيز وبالتالي التوفيق في الاداء باستثناء محمد صلاح. حقا ومن واقع أحداث المباراة فإن الفوز والوصول إلي مونديال موسكو لم يكن وحده المحصلة السعيدة لمباراة الكونغو ولكن الأجمل والأروع هو حضارية عشرات الآلاف من المصريين الذين تابعوا المباراة في استاد برج العرب. كان سلوكهم علي أعلي مستوي من الانضباط والتمدن. لا جدال أن هذا المظهر المشرف يعد مبررا لمكافأتهم بالسماح لهم- وفي إطار الفرحة بالفوز الغالي -بالعودة إلي الملاعب لبعث الروح في اللاعبين والحيوية والحياة لمباريات الدوري.
أخيرا شكرا لله ثم شكرا لمحمد صلاح ومبروك لمصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف