وجدى زين الدين
حكاوى - الفرحة جمعت المصريين
اللافت للأنظار بعد فوز مصر على الكونغو، أن الفرحة العارمة التي غمرت المصريين جميعاً، وخروجهم إلى الشوارع والميادين والحواري ليس في القاهرة وحدها وإنما في كل البلاد على مستوى الجمهورية، تعني أن هذا الشعب العظيم يلتف حول هدف وطني.. فصعود مصر وتأهلها لمونديال روسيا، جمع المصريين بهذا الشكل الرائع، ورغم الزحام الشديد في الشوارع والتكدس الكبير بالسيارات، إلا أن الجميع تعلوهم الابتسامة والفرحة، ويتبادلون التهاني.
الفرحة التي جمعت المصريين بهذا الشكل، تعني في المقام الأول أن الجميع على قلب رجل واحد وأن الكل يلتف دائماً حول ما فيه المصلحة للبلاد.. ولأن مصر قد تأهلت للمونديال لم نسمع في خضم التكدس الشديد بالشوارع، ما يعكر صفو هذه الفرحة والابتسامات التي علت وجوه الكبار والصغار، وباتت القاهرة حتى الصباح تتحدث عن الحلم الذي تحقق بعد ثمانية وعشرين عاماً.
عظمة المصريين أنهم تجمعهم الغيرة الشديدة على الوطن، فهم في الأفراح يلتقون وهم في الشدائد على قلب رجل واحد، ولا يعرفون فُرقة ولا خلافاً، وهذه الميزة التي يتمتع بها المصريون لم تكن وليدة صدفة وإنما هي صفة وميزة لا تجدها في شعوب أخرى، ويتفرد بها المصريون عن شعوب العالم أجمع، ومنذ ثورة 30 يونية التي خرج فيها ما يزيد على ثلاثة وثلاثين مليون نسمة وكانت مثار دهشة العالم أجمع، والشعب المصري يثبت يومياً أن لديه إرادة حقيقية في التغيير إلى الأفضل والأحسن.
ولا يخفى على أحد أيضاً أن الشدائد والأفراح تلم شمل المصريين وتوحد قلوبهم وقد سعدت جداً خلال عودتي من مقر الجريدة إلى منزلي، عندما رأيت هذه الحشود الغفيرة من المواطنين الذين يحتفلون بالنصر على الكونغو والتأهل للمونديال في روسيا، والأجمل في ذلك أن الجميع كباراً وصغاراً نساء وشيوخاً، بينهم رحمة فائقة وحب بالغ، خاصة وأن الجميع يشعر بالفخار والعزة والكل رافع الرأس، والنشوة تعلو جباه الجميع بلا استثناء.
هذه هي طبيعة المصريين الذين يقدرون المسئولية، ويفرحون شديد الفرح لأن وطنهم بات يتصدر المشاهد كلها في العالم.. مبروك لهذا الشعب العظيم الذي يريد أن يفرح ولديه كل المقومات التي تجعل منه شعباً عظيماً بين الأمم جمعاء.