المساء
خالد امام
الصعود للمونديال .. إنجاز ودروس
صعود اي فريق كروي للمونديال هو في حد ذاته شرف وانجاز.. اضف اليهما بالنسبة لنا انه كان حلماً راودنا جميعاً علي مدي 27 عاماً من آخر مرة وصلنا فيها للنهائيات عام 1990.
نعم.. صعودنا امس الأول رسمياً لكأس العالم "روسيا 2018" انجاز كبير لابد ان نفخر به وبفريقنا من لاعبين وجهاز فني واداري وطبي وبمسئولين لم يبخلوا علي الفريق بأي شيء.. والفخر والشكر لجماهيرنا العظيمة التي كانت اللاعب رقم "1" وليس "12" كما نردد دوماً.
وهناك رسائل ودروس مستفادة من هذا الصعود المدوي يجب ان نستوعبها والا تغيب عنا:
* الأول.. تلك الجماهير الوفية المخلصة العاشقة لبلدها وفريقها وللكرة بصفة عامة سواء من حضروا لقاء الكونغو في ستاد برج العرب وتجاوزوا 80 الفاً أو الملايين الذين التفوا حول اجهزة التليفزيون لمؤازرة فريقهم ورؤية الحلم وهو يتحقق .. جماهير تحرك الصخر بتشجيعها المتواصل ودموعها الصادقة ووطنيتها الجارفة .. صدقوني .. لقد هزتني بعنف صورة احد ابنائنا الشباب وهو يبكي بحرقة في المدرجات بعد احراز الكونغو هدف التعادل في آخر 5 دقائق من اللقاء.. مشهد لن انساه ابداً.. دموعك غالية ياابني .. ويقيني انه لم يكن الوحيد الذي بكي بل ملايين غيره استجاب الله لدموعهم ودعائهم .. الآن .. لم يعد هناك أي سبب منطقي لاقامة المباريات بدون جماهير.. فهاهم 80 الفاً لم يرتكب احد منهم اية مخالفة قبل أو اثناء أو بعد المباراة وحتي في الأوقات العصيبة قبل ان نحرز هدف الفوز.. فما المانع اذن ..؟؟
* الثاني.. اصرار الفريق من لاعبين وجهاز فني علي الفوز.. لم يُحبطوا وهم يرون الصعود للمونديال "رايح .. جاي" هدف اول لنا ثم هدف التعادل للضيوف في الدقيقة 86 ومعناه ان الماتش انتهي وعلينا الانتظار للجولة الأخيرة مع غانا علي ارضها .. لكن لاعبينا لم ييأسوا ولعبوا حتي الثانية الأخيرة فكلل الله اصرارهم وجهدهم ودعاء ومساندة 104 ملايين مصري بالداخل والخارج بالنجاح وجاءتنا ضربة جزاء صحيحة 100% احرز منها الأسطورة فولاذي الأعصاب محمد صلاح هدف الفوز والصعود.
* الثالث.. هذا السيناريو الغريب خلق حالة من الهستيريا في مدرجات برج العرب وفي شوارع المحروسة من شمالها الي جنوبها .. بل وفي عواصم الدول العربية والأجنبية وفي كل مكان يتواجد فيه مصريون حيث سهروا يحتفلون حتي الصباح دون ان يقع حادث واحد يعكر صفو هذه الليلة الرائعة .. من المؤكد اننا كنا سنفرح ونحتفل لو النصر جاء سهلاً لكن عندما يأتي بهذه الصعوبة واللعب بالأعصاب وكاد صعودنا يتبخر في لحظة فان رد الفعل الطبيعي هو الهستيريا التي رأيناها من رجال ونساء وشباب من الجنسين واطفال .. الكل ليس علي لسانه الا "مصر" وانجازها .. انها رسالة واضحة للعميان والمغيبين والمتآمرين علينا والكارهين لنا .
* الرابع .. اخطأ من ظن ان المباراة سهلة استناداً الي اننا المتصدرون للمجموعة ونلاعب من يتذيلها وله نقطة واحدة .. فالتجارب علمتنا ان الفريق المنافس عندما يكون خارج السباق فانه يلعب دفاعاً عن سمعته وسمعة بلاده فقط .. وهذا ما رأيناه من فريق الكونغو المحترم ويجعلنا نحتاط جيداً من فريق غانا الذي خرج تماماً من المنافسة فلا نغتر بالصعود وان المنافس بلا هدف .. اضافة الي ان الضغوط النفسية والعصبية والجماهيرية كانت تحاصر لاعبينا مما اثر علي ادائهم .. وهذا درس قاس في حد ذاته.
* الخامس .. انني احسد نجمنا الأسطوري محمد صلاح أو "الناصر صلاح الدين البسيوني" علي اعصابه الفولاذية وهو يهم بتسديد ضربة الجزاء ويقول لنفسه ان آمال 104 ملايين مصري معلقة في قدمه اليسري .. لكنه لم يخيب آمالنا فيه وسدد ولا اروع .. ومن المؤكد ان احترافه في اندية كبري خصوصاً فيرونتينا وروما الايطاليين ثم ليفربول الانجليزي اكسبه خبرات هائلة في التعامل مع مثل هذه المواقف العصيبة.. اضافة الي انه نجم مخلص لعمله ومستقيم بطبعه وذكي جداً .. انه قريب من الله ولذا فان المولي يرعاه ويسانده .. ولعل حالة صلاح هذه تفرض علي كل الأندية الا تقف امام لاعبيها اذا ارادوا الاحتراف بالخارج.. نريد 100 محمد صلاح.
* السادس .. كوبر وجهازه الفني اثبتوا انهم جديرون بالبقاء وان الدعوات المطالبة بالاستغناء عنه لا تقوم علي اسس موضوعية ومهنية سليمة .. العبرة دائماً بالنتائج حتي لو كان الأداء دون المستوي .. رجل اعادنا الي امم افريقيا بعد حرمان منها 3 دورات متتالية ووصل بالفريق الي النهائي وكان قاب قوسين أو ادني من الفوز بها لولا اخطاء التحكيم .. رجل لعب في المجموعة الخامسة المؤهلة لكأس العالم حتي الآن 5 مباريات فاز في اربع وخسر واحدة وجمع 12 نقطة من 15 بنسبة نجاح 80% وترتيبنا العالمي "30" وبعد الوصول للمونديال فمن المؤكد ان الترتيب سيكون ( 15 ) وربما افضل .. رجل كهذا ماذا تريدون منه ياسادة ..؟؟
الآن .. وماذا بعد ..؟؟
قولاً واحداً .. كوبر لابد ان يستمر .. الاطاحة به ستكون كارثية .. امامنا 8 شهور علي انطلاق المونديال وهي مدة كافية لتغيير اسلوب اللعب .. معه قماشة طيعة ويستطيع الاضافة اليها بعناصر اخري جيدة ويمكنه ان يلعب بها الكرة الجميلة المتوازنة التي نعشقها جميعاً.
اهدأوا ربنا يخليكم .. وتحيا مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف