الجمهورية
سعد سليم
"إنسانية الرئيس .. في يوم أنشودة النصر"
ما أجمل الانتصار وما أروع أبطاله. الذين بذلوا الجهد والعرق والدم في سبيل تحقيقه.. أول أمس شاهدنا احتفال القوات المسلحة المصرية الباسلة بالذكري الرابعة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد.. هذا النصر الذي دوي في سماء العالم. وعكس قدرة أبناء مصر علي قهر المستحيل. وتخطي العقبات. وتحدي الصعاب في سبيل عزتها وكرامتها. وصون حدودها وأراضيها. والحفاظ علي شعبها.
هذا الاحتفال المهيب ألقي الضوء علي بطولات وأعمال فدائية لشباب مصريين كان لهم دور كبير في تحقيق الانتصار والتجهيز له علي أفضل ما يكون.. بل امتد ليسجل بطولات رجال نالوا الشهادة دفاعاً عن الأرض في مواجهة الإرهابيين وسفاكي الدماء.
البداية كانت مبهجة ومعبرة عن سرعة البديهة والتلبية من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسي. حينما قرر استقبال أبطال الكرة المصرية. نجوم كأس العالم. بعد أقل من 12 ساعة من إنجازهم بالمسرح الكبير بمركز المؤتمرات والمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة إيذاناً بافتتاحها بعد أن تم إنشاؤها طبقاً لأحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة في العالم. تدعيماً لسياحة المؤتمرات والمعارض المحلية والدولية.
فوجئ الحاضرون بفريقنا الوطني الأول لكرة القدم وجهازه الفني والإداري يتوسطه النشط خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة يصعد أتوماتيكياً دفعة واحدة من أسفل خشبة المسرح وسط تصفيق حار استمر لدقائق من كل جنبات القاعة تعبيراً عن الفرحة العارمة بهؤلاء الأبطال الذين توجوا مشوارهم الكروي بالصعود لنهائيات مونديال روسيا .2018
.. وفي لمح البصر كان الرئيس عبدالفتاح السيسي بينهم. يلتقط الصور التذكارية ويصافحهم جميعاً ويشكرهم في شخص محمد صلاح. نجم النجوم. وصانع البهجة والسعادة. الذي أثلج صدور الملايين وأحرز هدفي التتويج والصعود لكأس العالم في وقت عصيب وتحت ضغط جماهيري كبير.
الرئيس قال لهم: باسم كل المصريين أشكركم.. أسعدتونا وأكرمتونا. وشرفتونا.. ما تعرفوش أنتم عملتم إيه في قلوب كل مصري.. كل الناس فرحانة بيكو.. وكل حاجة حلوة بتعملوها يا مصريين بتفرح شعب مصر. ومصر تستحق أن تفرح.
كلمات بسيطة معبرة من الرئيس لشباب مصر الذي حقق أحلام الملايين حباً في مصر.. فبادلهم رئيس كل المصريين حُباً بحب. ونقل لهم تحيات وتقدير وإعزاز الشعب المصري لهم.
تتوالي فقرات الندوة التثقيفية لترسم لوحة بطولية لأبناء مصر الطيبين وتعكس إنسانية عالية من جانب الرئيس تجاه كل من كان له بصمة ودور حتي ولو بسيط في خدمة بلده والدفاع عنها.
.. حمزة.. ابن البطل الشهيد العقيد أحمد منسي. الذي اغتالته يد الغدر والإرهاب في العريش. الذي جاء بصحبة والدته مرتدياً بدلته العسكرية. رافعاً علامة النصر.. توجه إليه الرئيس ليحتضنه ويقبله. في الوقت الذي أثَّرت كلمات والدته العميقة والقوية في كل الحاضرين. وهي تتحدث عن بطولات وأخلاق وفروسية زوجها الشهيد البطل. الذي أصر علي أن يخدم في العريش ليكون أحد المشاركين في مواجهة الجماعات التكفيرية الإرهابية بسيناء.
كانت تتحدث بثقة وثبات وإيمان باللَّه في أننا سننتصر علي كل قوي الشر والضلال. طالما بيننا أبطال يضحون بدمائهم من أجل أوطانهم.
.. جنديان. رأينا بطولتهما النادرة. وتحدث عنها العالم وقتها. وتناقلتها وسائل الإعلام العربية والعالمية.. هما البطل محمد رمضان محمود. وزميله محمد أحمد إسماعيل. طاقم الدبابة التي دهست السيارة المحملة بالمفرقعات في العريش. ومنعا بفدائية وشجاعة نادرة انفجارها في كمين قوات الأمن.. كرمهما الرئيس لشجاعتهما التي تعكس عقيدة أفراد الجيش المصري البطل في الفداء والتضحية من أجل الواجب.
.. إنسانية الرئيس ظهرت بوضوح خلال زيارته للمعرض الفني للمحاربين القدامي.. حرص علي مصافحتهم فرداً فرداً والاستماع لهم وهم يعرضون إنتاجهم وأنشطتهم من صناعات الخشب والزجاج والخزف والمفروشات والمنتجات الجلدية.. وطمأنهم أن مصر لن تتأخر عن دعم من يرتقي بعمله ويعمل علي تصديره للخارج.. ثم حرص علي التقاط صورة تذكارية معهم جميعاً.. رسمت علي وجوههم البسمة وأعطتهم الأمل في غد أفضل.
.. وكان مسك الختام تكريم صاحب فكرة شفرة التنصت. التي كان لها أبلغ الأثر في عدم قدرة الجانب الإسرائيل علي فكها. ومعرفة ما يدور علي ساحة القتال والاستعداد لموقعة العبور العظيم.. النوبي الأسمر المصري الأصيل. المساعد أحمد إدريس.. الذي فاضت عيناه بالدموع. عندما توجه له الرئيس السيسي ليكرمه ويعانقه. ويقبل رأسه بعد أن صدق علي منحه وسام النجمة العسكرية. تقديراً لدوره المهم في حرب أكتوبر.
حقاً مصر ولادة.. وكل يوم سيظهر علي أرضها أبطال كثيرون. يبذلون دماءهم الزكية في سبيل أن تبقي دائماً وأبداً مصانة وعصية علي العدو.. وسيكون جيل أكتوبر بمثابة القدوة والمثل وسيحمل من بعده الراية أجيال وأجيال قادرة علي الدفاع عنه.. وسيظل السادس من أكتوبر دُرَّة أيام المجد والشرف.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف