طول الوقت يبذل المتسلطون جهودا مضنية للقفز علي المشهد وخطف الأضواء من أصحاب الإنجاز الحقيقي وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد.. فما أشبه اليوم بالبارحة وإن كان الفارق أن الأولي لعبة سياسة والثانية لعبة رياضة وإن كان القاسم بينهما هو كلمة الشارع!!
** فربيع 25 يناير بدأ بريئا يوم الثلاثاء بنزول شباب مصر الطيب والرافض للتزوير وتكميم الأفواه لكنها ارتدت ثوباً آخر شعاره الدم والقفز علي السلطة ومقدرات الوطن!
** لكن اغتيال الشعوب لا يستمر لأنها هي الأب والمعلم لذلك لم يستمر السيناريو طويلا ولم يستمر الإخوان في الحكم سوي عام واحد فقط كان أشبه بالسنوات العجاف.
** وتخلصت مصر من المستعمر الداخلي مثلما نجحت من قبل في دحر المستعمر الخارجي وقهرت الجيش الذي لا يقهر في 6 أكتوبر ..1973 وبالتالي ليس بغريب أن يقهر لاعبو مصر كل الظروف يوم 8 أكتوبر 2017 ويسطّرون تاريخاً جديداً مع الوصول لمونديال روسيا.
** والآن يتبقي أن يبتعد الدخلاء عن المسرح بعد أن بدأ بعضهم يرتدي ثوب البطولة وكأنه هو الذي أوصل المنتخب إلي المونديال.. بل وصلت "البجاحة" بمن ينصب نفسه رئيسا لبعثة مصر في مونديال روسيا .2018
** إن مشاركة اتحاد الكرة في النجاح والوصول إلي كأس العالم لا تتعدي مشاركة الرئيس الأمريكي في القرارات المصيرية الأمريكية والتي لا تتعدي العشرة في المائة!
** إن الفضل فيما حدث لله - سبحانه وتعالي - ولدعاء الشعب المصري ولكل من كابد ووصل و"بح" صوته في ستاد برج العرب وانهمرت دموعه وكاد قلبه أن يتوقف.
** أما أصحاب المصالح الخاصة والمظاهر الكدابة والمنتفعين سواء كانوا علي كراسي المسئولية أو يتأهبون للقفز عليها فأقول لكم.. إن الرقابة الإدارية قادمة وسيأتي الدور الذي تنكشف فيه ألاعيبكم ومخالفتكم.
** إن المشكلة التي تعاني منها مصر تكمن في فقر بعض النفوس وليس فقر الفلوس وبالتالي فإن عملية محاربة الفساد تعد واجباً قومياً وبالتالي فهو مسئولية الجميع وليس الحكومة وحدها.
** يجب أن نتعلم ثقافة الدفاع عن مكتسباته ونبعد عن السلبية الموجودة في حياتنا.. فكلنا لنا حقوق في هذا الوطن وبالتالي لا يجب أن يكون هناك تفريط في أي شيء.
** مصر في حاجة للعمل الجاد المخلص والنظر بعيون متفائلة للمستقبل بدلا من النظر إلي المليون ونصف المليون جنيه التي حصل عليها كل لاعب بعد أن قدموا لنا السعادة والفرح بالتأهل للمونديال!!.. وعلي فكرة المبلغ الذي سيحصلون عليه تنص عليه اللائحة وبعيدا عن ميزانية الدولة!
** فهل يستحقون أكثر من ذلك لأن ما قدموه لنا من سعادة لا يضاهيه أي فلوس.
والله من وراء القصد.