الأهرام
محمد مصطفى حافظ
حلم المونديال
بشكرك يا محمد .. هكذا لخص الرئيس عبد الفتاح السيسي التهنئة لأبطال المنتخب الوطني لكرة القدم وجهازهم الفني والإداري والطبي للاعب العالمي محمد صلاح ليس فقط لموهبته وتسجيله هدفي المباراة ولكن لكونه صانع الفرحة المصرية بعد صدمة الدقيقة ٨٧ بهدف التعادل للمنتخب الكونغولي الذي حبس الأنفاس وأبكي العيون حتي الدقيقة ٩٤ وتسجيله للهدف من ضربة جزاء مستحقة بالدعوات والاستجابة الإلهية لإصرار الفريق وعدم استسلامه لتتحول أوجاع القلوب لآلاف المشجعين بالاستاد والملايين من أمام الشاشات بالبيوت لأفراح وسعادة هستيرية ليتحقق حلم الوصول لنهائيات كأس العالم بروسيا ٢٠١٨ .
لقد أصبح الحلم واقعاً بتأهل المنتخب الوطني لكأس العالم بعد ٢٨ عاماً وتواكبه مع الاحتفالات بالذكري رقم ٤٦ لمعركة العبور العظيم في السادس من أكتوبر ١٩٧٣ ليسجل يوم ٨ أكتوبر ٢٠١٧ سطراً جديداً من إنجازات المصريين ، نعم المنتخب أسعد المصريين ورفع معنوياتهم في وقت تتراكم عليهم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية ويحتاجوا لفرحة تسعدهم وحلم يتحقق بعد إجهاض الكثير من آمالهم خلال الفترات السابقة بغد أفضل نتيجة إخفاقات بالكثير من المجالات وفقد الأمل ، فكانت كرة القدم وتحقيق إنجاز التأهل للمرة الثالثة في تاريخنا بعد كل هذه السنوات الحلم والإنجاز والذي ظل يتصاعد خلال فترة التصفيات من نجوم المنتخب الذين قدموا أوراق اعتمادهم ليحتلوا صدارة المجموعة حتي نهاية مشوارها ، رغم لحظات الخوف في مباراة أوغندا الثانية وذروتها مع الكونغو بعد ما عاش اللاعبين مظاهر الفرحة بالتأهل قبل المباراة وكثرة الضغوط العصبية من عظم المسئولية أمام جماهير أعظم ، ولكن الله أراد أن لا يخذل الفريق لأنهم اجتهدوا وقدموا أقصي ما لديهم من إمكانات ، ورحمته بدعوات ملايين المصريين الذين يستحقوا الفرح ودائما كانت كرة القدم تحقق سعادتهم ، خاصة توحدهم خلف منتخب بلدهم فتحقق الحلم الجميل بالتأهل من فريق تحمل مسئولية تحقيق حلم المصريين وإسعاد شعب مصر كله ليقرر حقيقة توحد المصريين طريقاً لصنع المعجزات .

لذلك ما أحوجنا لروح الإنتماء والإصرار تتحقق علي كل شبر لأرض مصر سلاحًا في معركة البناء والتنمية بذخائر الإرادة والإخلاص والاجتهاد بالعمل والإنتاج ، والتوحد لهدف تحقيق رفعة مصر سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً ، ونجعل نقطة البداية الوصول لحلم المونديال لإنجاز حلم قومي للجميع وعدم ترك الحكومة تفعل ماتراه وإنما شركاء يد بيد للتغلب علي مشاكلنا من غلاء وبطالة وفساد وقلة إنتاج وزيادة إستهلاك لنعود نأكل ما نزرعه ونلبس ما نصنعه ، نعم نستطيع ولنأخذ ذكري العبور وقصص الشهداء وصلابة أسرهم وحلم أبنائهم بالشهادة دفاعًا عن الوطن الغالي مصر نقطة مضيئة لمواجهة معارك الوطن ليس في ميدان الرياضة وإنما مختلف المجالات وعلي كل شبر لمصر الغالية التي تستحق منا الغالي والنفيس وإستغلال كافة إمكاناتنا المعطلة والمستعطلة ، وترك سياسة " المتفرجين " و" المتباكين " إلي " إرادة " التحدي و" مسئولية " التنمية .

خالص الشكر للاعبين وجهازهم ومسئولي كرة القدم لتحقيق حلم التأهل ولكن لا يكفي فنحتاج معالجة الأخطاء الفنية فسعادة الشعب المصري لا تتوقف عند التمثيل المشرف بالمونديال فلا يليق بمكانة مصر وحضارتها وقدرة هذا الجيل الذهبي من النجوم بمختلف دوريات العالم الكروي المتقدم وهذا الانتقاد بعد سكرة الأفراح نابعة من فرط الحرص علي مسيرة منتخبنا ومصلحة الكرة المصرية ، وخالص التقدير للجماهير التي قدمت نموذجاً في المساندة والتشجيع المثالي الراقي ودورها في التأهل مما يستوجب عودتها فورأ لمدرجاتها المشتاقة ، وعظيم الامتنان للأخوة العرب الذين سعدوا لنا وقولوا فرحتكم بالصعود فرحة لكل العرب فرحتم قلوبنا من المحيط للخليج .. ومصر اليوم في عيد وتنتظر الكثير من صلاح يا مجدي عبد الغني .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف