جمال زايدة
تأملات سياسية - الميديا والسياسة
هناك حقيقة غائبة عن الكثيرين وهى أن ملايين من الشباب لا يشاهدون قنوات التليفزيون المحلية أو العربية أو الدولية مثل CNN أو BBC أو حتى القنوات الموجهة للعالم العربى مثل «روسيا اليوم» أو «فرنسا 24» أو غيرها، ولا يقرأون الصحف ولا المجلات، وبالتالى لا تصل اليهم المعلومات الصحيحة عن التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. أجريت استطلاعا سريعا بين طلبة وطالبات الإعلام حول متابعتهم للإعلام التقليدى فأجابوا بالنفى، وهذا يعنى أن حوالى 40% من السكان لا يتعاطون السياسة المحلية من مصادرها التقليدية وإنما من خلال الإعلام الجديد الذى يتعامل مع الإنترنت. كل مصادر المعرفة انحصرت فى جهاز الموبايل «التليفون الذكى» من خلال جوجل والسوشيال ميديا فيس بوك وتويتر وإنستجرام، وقدرة إعلامنا ومؤسساتنا على التعامل مع الميديا الجديدة ما زالت محدودة، سواء من حيث توفير الإمكانيات المادية أو البشرية، لا معرفة لخريطة التوجهات الجديدة فى العالم، سواء من ناحية السياسة أو الاقتصاد، ولا إدراك لأهمية وسائل التواصل الاجتماعى فى تشكيل اتجاهات الموضة والأفكار والأيديولوجيات والرياضة. الخطورة تكمن فى تشكيل أفكار واتجاهات الأجيال الجديدة من خلال الإعلام الدولى الذى يتعامل بمهارة مع الإعلام الجديد فى حين أن هناك تصورات سائدة فى أروقة السياسة المصرية والعربية أن الأنترنت هو «لعب عيال» وأن المذيع المشهور هو الأكثر تأثيرا فى الرأى العام. لقد تغير واقع الإعلام كما تغير المضمون الذى يتم بثه منذ سنوات، وبالتالى المعارك السياسة والاقتصادية والاجتماعية تدور رحاها فى «الواقع الافتراضى» الجديد وليس فى الفضاء التقليدى القديم.