جلال دويدار
خواطر - المواطن ومشاكله المعيشية أهم من تغيير الحكومة
بعد تداول بعض وسائل الإعلام تأييد أو نفي الاتجاه إلي تغيير أو تعديل وزاري فإنني أري أن المهندس شريف إسماعيل رئيس الحكومة الحالية لم يكن موفقاً في تناول هذه القضية والتعليق عليها. يأتي هذا الأمر من منطلق أن اتخاذ مثل هذا القرار إنما يرجع إلي القيادة السياسية والبرلمان بحكم المسئولية وما هو متبع. كان يتحتم علي المهندس شريف إسماعيل تجنب الحديث حول ما يثار ويتردد ونشرته بعض وسائل الإعلام.
اشارت بعض الصحف فيما نشرته إلي أن الأمر قد لا يقتصر علي تعديل وزاري وانما من المتوقع أن يشمل تغيير الوزارة بأكملها. بقاء الحكومة حاليا يأتي استجابة لمتطلبات استقرار المسئوليات خاصة في فترة الإصلاح الاقتصادي.. رحيلها مرهون بتقديرات القيادة السياسية وفقاً لما تتطلبه المصلحة العامة للدولة.. قد يكون وراء التوقعات الصحفية بالتغيير.. الربط بينه وبين بدء الدورة الجديدة للبرلمان والاستعداد للانتخابات الرئاسية التي سوف تجري منتصف العام القادم.
سواء بقيت الحكومة أو رحلت فإن ما يهم الرأي العام هو استقرار الوطن وأوضاعه المعيشية التي من المؤكد إنها تأثرت بشدة بقرارات وإجراءات الإصلاح الاقتصادي. علي هذا الأساس فإنه يتحتم علي الحكومة أي حكومة أن تكون مهمتها الأولي حالياً ومستقبلاً هو التخفيف من معاناة المواطنين.. بالطبع فإنه ليس مطروحاً التراجع عن برنامج الإصلاح الاقتصادي وإنما عليها الالتزام بالجدية في اتخاذ ما يلزم وتعظيم مجهودها في معالجة التأثيرات السلبية علي حياة المواطنين. في هذا الشأن فإنها مطالبة بإعطاء مزيد من الاهتمام لمراقبة الأسواق والأسعار والتصدي للمبالغة والتجاوز الذي يؤدي إلي المغالاة في الأعباء التي يتحملها المواطنون.
في نفس الوقت فإنها وفي إطار هذا التوجه يتحتم عليها العمل علي الارتفاع بالخدمات التي يستوجب عليها تقديمها إلي المواطنين للتخفيف والحد من معاناتهم. هذا لا يتأتي سوي بمتابعة المسئولين لأداء وعمل الأجهزة المتعاملة مع المواطنين بالحسم والحزم القائمين علي مبدأ العقاب والثواب. علي الحكومة أن تؤمن بأن المواطن وعلي ضوء انشغاله بمشاكل حياته اليومية لم يعد يهتم باستمرار الحكومة أو رحيلها حيث يتركز اهتمامه حالياً حول ما يمكن أن يسهل عليه حياته وتعقيداتها. في هذا الإطار فإن علي الحكومة خاصة في هذه المرحلة عمل كل ما تستطيع كي يشعر المواطن بالأمل علي أرض الواقع بأنه سيكون هناك تحسن في حياته.. هل الحكومة الحالية قادرة علي تحقيق هذا الهدف؟.