مديحة عزب
نقطة نظام - مرشح جزيرة الموز
هل العالم جاد فعلا في محاربة الإرهاب؟.. إن مجرد وجود مرشح جزيرة الموز في قائمة المرشحين لرئاسة اليونسكو يؤكد أن المجتمع الدولي ليس جادا اطلاقا لا في محاربة الإرهاب ولا في محاربة الفساد.. إذ كيف يجرؤ القزم القطري علي الوقوف وجها لوجه أمام العملاق المصري ناهيك عن الصيني والفرنسي.. هذه العماليق التي تمثل الدول ذات الحضارات والثقافات العريقة بينما أقدم ما في جزيرة الموز هي النخلة اللي علي باب القصر.. كيف يتفوق مرشح الدويلة التي لا تملك إلا الإرهاب ولا تعمل إلا علي دعمه مالا وسلاحا وأفرادا وجماعات علي مرشحة الدولة ذات السبعة آلاف عام وصاحبة أقدم حضارة في التاريخ والتي لديها أكثر من ثلث آثار العالم، حتي وإن كان ذلك التفوق في مجرد جولتين انتخابيتين من الجولات الثلاث.. كيف استطاعت الدول التي صوتت لصالح مرشح دميم وأمه أن تخلع برقع الحياء بهذه الجرأة وتسقط بإرادتها في مستنقع الوحل وتخضع لسطوة المال.. كم هو مخزٍ ومؤسف أن يتحقق ذلك بالفعل تحت أقدام البنكنوت الذي تم تقديمه عيانا بيانا وعلي عينك يا تاجر لبعض أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو عندما تمت دعوتهم لزيارة عاصمة الدويلة ذات النخلتين وكام خيمة وتم تأبيجهم فيها بالمعلوم، فضلا عن دعواتهم للعشاء في أفخم المطاعم وفي صالونات خاصة بباريس حيث مقر المنظمة الدولية، وهكذا بيعت الأصوات لصالح المرشح الذي لا يدري شيئا عن الثقافة أو السلام أو العلوم أو الفنون.. وهذا الكلام ليس من اختراعنا ولكنه منشور في كبريات الصحف والمجلات الفرنسية التي أكدت أن سطوة الرشاوي التي قدمها المرشح القطري وهبّاته السخية قد أحنت رؤوس بعض الدول صاحبة الحق في التصويت ومنها للأسف دول عربية مثل لبنان والسودان والجزائر والمغرب واليمن.. والمخزي أن هذه الدول قد أقرت أن قطر هي الأكثر ثقافة وحضارة وعلما، وتساءلت الصحف الفرنسية هل قطر بالفعل تملك حضارة وثقافة أكثر من مصر والصين وفرنسا؟.. وبصرف النظر عن النتيجة النهائية لتلك الانتخابات فلابد أن تكون لمصر وقفة تجاه هذه الدول التي من المفروض أنها شقيقة ومع ذلك صوتت لصالح المرشح القطري، فالشقيق لا يبيع بهذه الحقارة حق شقيقه خاصة إذا كان هو الأكبر والأجدر ثم يجري عليه مستغيثا ومستجيرا لحل مشاكله داخليا وخارجيا.. أما إذا سألتني عزيزي القارئ عن الأكثر قذارة من ذلك فسأقول لك هي المراكز المصرية التي تتشدق بمناسبة وبدون مناسبة بحقوق الإنسان.. فهل تصدق أن سبعة منها قد أصدرت بيانا مشتركا عشية الانتخابات تدعو فيه لعدم انتخاب المرشحة المصرية لأنها من دولة »معادية لحقوق الإنسان»؟.. والسؤال علي رأي أحمد زكي الله يرحمه: عمرك شفت سفالة أكتر من كده؟.. الخلاصة عزيزي القاريء أن ما أسفرت عنه انتخابات اليونسكو الأخيرة يثبت أن المنظمة الدولية قد تم بيعها لمن يملك المال وهكذا كل مثيلاتها وسيبك بقي من الثقافة والسلام والكلام الفارغ ده..
ما قل ودل:
في عز القرف اللي انت فيه حتلاقي حمار بيحسدك..