يبدو بالفعل اننا لسنا مؤهلين لممارسة الديموقراطية الحقيقية والتي يقصد بها في البداية والنهاية إعلاء صوت الشعب وصون حريته وكرامته.
دليلي علي ذلك حالة الخواء السياسي التي نعيشها رغم وجود عشرات الأحزاب السياسية والتي تحولت كلها لمجرد لافتات وسبوبة ومقار للمزايدات اعتلي فيها بعض الاشخاص المشهد بادعاءات باطلة بأنهم نخبة المجتمع.. يؤسفني القول اننا تحولنا إلي مجتمع بلا نخبة وإن كنا نتوق بالفعل إليها.. مجرد نظرة سريعة لخريطة العمل السياسي بمصر كفيلة بأن تكشف لنا حجم المأساة التي يعانيها المجتمع.. مجتمع لا تزال الاحزاب أو بعض الادعياء يبحثون فيه عن شخص مناسب يخوض انتخابات الرئاسة القادمة.. انتخابات يظل فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي هو المرشح الاقوي حظاً إذا قرر الترشح. ولأن الساحة خالية وعقيمة تفرغ بعض الاشخاص من الان للهجوم علي الرئيس السيسي وهو الهجوم الذي تجاوز في أحيان كثيرة حدود الآدب واللياقة بل حتي القانون والذي يجرم السب والقذف.
النخبة السياسية المزيفة اختارت أن يكون برنامجها الوحيد الذي تقدمه للشعب هو المدي الذي تصل إليه في تجاوزاتها ضد الرئيس .. من يزايد أكثر.. من يستخدم قاموس البذاءة ضد شخص الرئيس وليس ضد سياساته.. من يدغدغ مشاعر الجماهير حول الغلاء وبعض التأثيرات السلبية المتوقعة لعملية الاصلاح الاقتصادي الحقيقي سيكون الأوفر حظا وقبولا لدي المواطنين.. الحقيقة غير ذلك تماما لان الناس قد تغيرت واصبحت اكثر ادراكا لحقيقة ما يتم الان رغم قسوته في احيان كثيرة.
الناس لن يخدعها شخص كل مؤهلاته وبرامجه هو الهجوم علي الرئيس السيسي. لن يخدعها شعارات رنانة وبرامج نظرية للاصلاح دون أن يقدم أي واحد منهم الاجابة علي سؤال مهم وهو من اين تأتي الموارد اللازمة لتحقيق وعود براقة لاتنطلي علي أحد!!
أعود للتأكيد علي أن الديموقراطية المعلبة المستوردة من الخارج لا تصلح لمجتمعنا وللحديث بقية عن دستور يأخذ مصر للامام خطوة ويعيدها للخلف مائة خطوة!!