نشرت في هذه الزاوية يوم الأحد الماضي مقالاً بعنوان "أغرب استفتاء في مصر" تعليقاً علي اقتراح الأخ محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية بإجراء استفتاء علي تعديل الدستور لإلغاء وجود مجلس النواب وصلاحياته وكل ما يتعلق به من مواد طالما أن بعض الناصحين والمستشارين ممن انتهي عمرهم الافتراضي أو هواة السياسة مازالوا يفكرون ويتصرفون بنفس أسلوب الماضي الذي لا يصلح بعد التغيير الكبير الذي حدث في مصر.
وقد تلقيت من الأخ محمد أنور السادات رسالة علي بريدي الاليكتروني رداً علي هذا المقال أنشرها كما هي:
تحية طيبة.. وبعد
طالعت بكل اهتمام مقالك بعنوان "أغرب استفتاء في مصر" بجريدة "المساء" الأحد 31 مايو ..2015 ولمست من كلامك حرصك الشديد علي استكمال خارطة التحول الديمقراطي لمصر ما بعد الثورة.. وبالطبع فنحن متفقون علي ذلك بشكل متطابق ولذلك فنحن نحاول بشتي الطرق. وبما أوتينا من قوة ومورد. الضغط بشكل سلمي ومتحضر من أجل الإسراع في إخراج قانون الانتخابات والمضي قدماً في إنجاز العملية الانتخابية في أقرب وقت من أجل انعقاد برلمان يعبر بشكل حقيقي عن إرادة المصريين ويستكمل بناء مؤسسات الدولة الديمقراطية التي ننشدها جميعاً.. وبالطبع أنا أتفق أيضاً معك في رؤيتك لما تعانيه الأحزاب حالياً من ضعف وفقدان للدعم الشعبي الكافي. ولكن السؤال: هل اعترافنا بهذا الواقع يجعلنا نستسلم له. أم أن نستمر في النضال من أجل تغييره؟!
إن تأسيس وإدارة أحزاب قوية متنافسة تعبر عن التوازنات الحقيقية في المجتمع أمر يتطلب الوقت والمجهود والإرادة والعزيمة.. وعلينا أن لا ننسي أننا نبدأ تقريباً من الصفر بعد عقود من سيطرة الحزب الواحد علي الحياة السياسية الرسمية مقابل التيارات المتطرفة التي توغلت في المجتمع نتيجة أخطاء الأنظمة السابقة.. ومن هذا المنطلق فأنا أوجه الدعوة لسيادتك ولأمثالك من الشرفاء والغيورين علي مصلحة الوطن واستكمال المسار الديمقراطي أن تنضموا إلينا. سواء حزبنا أو أي حزب شرعي آخر ترونه أقرب إليكم.. وأن تعززوا من قدرات الأحزاب بما لديكم من معرفة وخبرة ومجهود لكي نصل جميعاً للنظام الديمقراطي الذي ننشده.
انتهت رسالة الأخ الأستاذ محمد أنور السادات.. وأود أن أشكره علي اهتمامه بالرد علي ما يتعلق به في مقالي المنشور يوم الأحد الماضي.. وأشكره أيضاً علي الروح الطيبة التي يتعامل بها والتي بدت واضحة في رسالته.. روح تقرب ولا تباعد.. تجمع ولا تفرق.. روح منصفة تسعي إلي الكمال وتنشد الإصلاح.
ثم تبقي لي عدة ملاحظات علي ما جاء في رسالته الكريمة ألخصها في النقاط التالية:
* نحن نكتب عن ضعف الأحزاب وانفصالها عن الشارع لا لكي نستسلم لهذا الوضع السلبي وإنما لكي نضغط علي الأحزاب بشكل سلمي متحضر من أجل أن تقترب من الجماهير وتتفاعل مع قضاياها بجدية وليس من خلال الشعارات والهتافات فقط.. وعلي الأحزاب التي لم تستطع بناء ظهير شعبي أن تبحث عن الخلل الكامن في بنيتها وأن تصحح من هذا الخلل حتي تأتي إليها الجماهير.. أو تفكك نفسها وتترك الساحة لأحزاب قادرة علي العمل السياسي والالتحام بالجماهير.. وكفانا ما عانيناه من الأحزاب الورقية.
* أظن أنني فهمت من الدعوة إلي الاستفتاء علي إلغاء البرلمان.. أنها رسالة ضغط سلمي ومتحضر من أجل الإسراع بالانتخابات.. وأظن أنني شاركتك بمقالي في ممارسة الضغط السلمي لتحقيق نفس الهدف.
* من مصلحة الوطن والأحزاب والحياة السياسية بصفة عامة أن تظل هناك فئة من الكتاب محتفظة باستقلالها عن كل الأحزاب والتيارات حتي تكون لديها حرية الحركة دون التزام حزبي.. تشرفني دعوتك للانضمام لحزبك.. ولكن اسمح لي أن أحافظ علي استقلاليتي التي التزمت بها لأكثر من 35 عاماً.. ولك خالص مودتي.