مرسى عطا الله
حكايتى مع هيكل ومختار للرد على تهديد أليعازر!
7 - بينما كان الإسرائيليون يضربون أخماسا فى أسداس قبل 48 ساعة من نشوب الحرب ومحاولة التعرف على حقيقة النيات كانت مصر قد بدأت حالة الصمت بوقف الاتصالات السلكية واللاسلكية فى مختلف الأجهزة الحساسة بالدولة والاعتماد على الدوائر المغلقة فقط حيث كان قد سرى تخوف من أن يكون الخبر الذى بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط عن طريق الخطأ حول رفع درجة الاستعداد قد كشف حقيقة نياتنا.
وبينما كنت جالسا فى مكتبى الملحق بمكتب اللواء عز الدين مختار المتحدث العسكرى المصرى يوم الخميس 4 أكتوبر برفقة العقيد عبد الحميد شداد فوجئت به يطلب منى إعداد رد قوى على تهديدات دافيد إليعازر رئيس الأركان الإسرائيلى التى ألمح فيها إلى أن إسرائيل تستشعر نيات عدوانية ضدها وأن على الجميع أن يعى أن إسرائيل لديها ذراع طويلة تستطيع أن ترد بكل قوة.. وبينما أنا منهمك بكتابة الرد طلب منى اللواء عز الدين مختار أن يصدر الرد بعيدا عن الصيغة الرسمية وأن ينشر منسوبا إلى المحرر العسكرى للأهرام فى عدد «الجمعة» 5 أكتوبر لأن إسرائيل تهتم بقراءة وتحليل كل ما ينشر فى الأهرام منسوبا إلى المحرر العسكرى المفهوم ضمنا أنه الأستاذ هيكل.. وهكذا شاءت الأقدار أن أكتب الرد وأن أحمله إلى الأستاذ هيكل الذى كان يحمل لى مفاجأة لم تخطر على بالى بأن ينشر الرد منسوبا لى فى الصفحة الأولى «تحليل إخبارى يكتبه مرسى عطالله» وبعد دقائق من دوران مطابع الأهرام جاءت تعليمات الرقيب بالتحفظ على النسخ وإعادة الطبع بعد إضافة اسم المحرر العسكرى للأهرام واتصل مسئول السهرة الأستاذ كمال نجيب بالأستاذ هيكل الذى أبلغه بالموافقة على مطلب الرقيب ونشر التعليق باسم مرسى عطا الله المحرر العسكرى للأهرام فى إطار دور الأهرام لإنجاح خطة الخداع وتضليل الإسرائيليين.
وبعد غد حديث آخر نستعيد معه الذكريات.