جلال السيد
تقوي الله - لماذا اعتزلت مبكرا
كثيرون من زملائي وأصدقائي وقرائي يلحون عليّ بالسؤال لماذا لم تعد تكتب عن البرلمان وعن السياسة مع أنك كنت تكتب عن البرلمان والاحزاب لمدة زادت علي خمسين سنة وفجأة تحولت الي كاتب في الشئون الدينية.. والحقيقة أن كل من طاردوني بهذا السؤال لهم العذر في تساؤلهم واستغرابهم ولكن بالنسبة لي الاجابة بسيطة ومنطقية.. لقد عاصرت العمل البرلماني والحزبي والسياسي فترة شبابي كلها وهي فترة أعتبرها من أزهي وأسعد أيامي.. عايشت وصادقت وزاملت في هذه الفترة عمالقة العمل السياسي والبرلماني وتعاملت مع رؤساء للبرلمان أعتز بهم وأدين لهم جميعا بالصداقة. عايشت الرئيس الراحل أنور السادات صاحب الاداء الرفيع والمحترم كرئيس لمجلس الشعب.. وزاملت الانسان المحترم العالم الدكتور شقير كرئيس للبرلمان، ظلمته أحداث مايو الا أنه ظل بالنسبة لي رجلاً محترماً.. ومن بعده جاءت ثورة ١٥ مايو ليحتل حافظ بدوي رئاسة المجلس.. وجاء بعده العملاق البرلماني والسياسي العزيز والرجل المتواضع المهندس سيد مرعي العملاق في كل شيء.. ومن بعده جاء الرجل الداهية السياسية والبرلماني الفريد د.صوفي ابوطالب الذي لعب دورا عظيما في تسليم السلطة عقب اغتيال الرئيس انور السادات بكل سلاسة للرئيس مبارك ثم جاء من بعده الفلتة التاريخية والاسطورة العلمية والرجل الذي كان يفتدي نفسه من اجل صديق له أو حبيب إلي قلبه الدكتور رفعت المحجوب المحبوب وأخيرا زاملت وعايشت عملاق العمالقة الانسان الخلوق والعلامة القدير الدكتور فتحي سرور .، لهذا لم أجد طريقا إلا طريق تقوي الله أكتب فيه.