الأخبار
علاء عبد الهادى
فضفضة - تفسير الحلم في العاصمة الإدارية
كاد المصريون أن يفقدوا أهم شيء وهو القدرة علي أن يحلموا بغد أفضل، الناس كادت تيأس وترفع شعار » مفيش فايدة »‬ المرور خربان ولا أمل في علاجه، والبنية التحتية مهترئة، ولا أمل في إصلاحها، فمن أين نأتي بالمال لإطعام المائة مليون فم المفتوحة؟.. الاقتصاد متداع وكلما حاولنا الخروج من عنق الزجاجة انزلقنا إلي قاعها. إلي غير ذلك من الأشياء المحبطة التي تدعو إلي انتظار مصيرنا المحتوم الذي يكاد يشبه الانتحار الجماعي.. رضوا لسنوات بالحظ الأقل وراحوا يندبون حظهم.
جاء السيسي بروح مقاتل جسور، ووضع يده في عش الدبابير، وراح ينفض التراب عن عقل وضمير أبناء هذا الشعب، ويحاول أن يستعيد الهمم، وكانت معركته الأساسية في رأيي في استنفار الهمم من أجل استعادة روح التحدي الكامنة في الشخصية المصرية.
هذا الأمر ظهر جليا في كل المشاريع القومية التي تصدي لها وآخرها المشروع المعجز للعاصمة الإدارية الجديدة الذي وضع حجر أساس مرحلته الأولي أمس وخلال سنة ونصف فقط رأينا علي أرض الواقع إنشاءات وطرقاً ومباني ومرافق كانت تحتاج ربما إلي عشرين عاماً لكي تنجز، فمتي تم كل هذا ؟ ومن أين وكيف ؟ هذه الإنجازات علي الأرض هي أصدق رد علي كل المتشككين الخائفين.
كيف جاء السيسي وكتيبته بالوقت والجهد لكي يحققوا هذا الإنجاز المعجز الذي بعث في نفسي وفي نفس كل مصري الأمل في بكرة، وتمنيت أن يمد الله في عمري لكي أمشي في شوارع هذه المدينة الواعدة الجديدة، وشطحت بخيالي وتمنيت لو كان لدي المال لكي أشتري فيها شقة وانتقل هناك لكي أنعم بالخدمات التي بشرنا بها مصطفي مدبولي وزير الإسكان الهمام.. إذا لم يكتب لي أن أعيشه فلعله يتحقق قريبا لأبنائي وأحفادي بإذن الله.
نحن أمام معجزة نهرب بها من القاهرة التي شاخت وضاقت بأهلها وتواري جمالها تحت وطأة الزحام الذي لا مثيل له في العالم نتحدث عن عاصمة عالمية المواصفات والتطلعات، تليق باسم مصر مهد الحضارة والتاريخ علي مساحة 170 ألف فدان، تستوعب ٦٫٥ مليون نسمة، 40 % من مساحتها للسكن والحياة، موزعة علي 20 حياً سكنياً لكل شرائح المجتمع، وسوف تكون المدينة مغطاة بالكامل بشبكة اتصالات تكنولوجية، وأول حي سكني يضم 25 ألف وحدة سكنية.
من الأهمية أن تضع كل وزارة من الآن خطة حقيقية وجدية من أجل تقديم كل الخدمات إلكترونيا للمواطنين، وإلا سنكون كمن بني قصرا ثم نقل مخلفاته البالية إليه، الأهم من الحجر، تطوير البشر، اتركوا موظف الأرشيف الورقي، لا تأخذوا معكم الموظف صاحب الدرج المفتوح استبدلوه بصاحب العقل المتفتح، لا تنقلوا عبده بيه الروتين لابد كما قال الرئيس أن تساهم عملية النقل في ترسيخ ثقافة ومفاهيم عمل جديدة لتلك الوزارات والهيئات، بما يساعد علي تحسين وتطوير منظومة العمل بالجهاز الإداري للدولة وتعظيم إمكانياته.
مبروك رجعت للمصريين القدرة والرغبة في الحلم.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف