المصريون
محمود سلطان
أكذوبة دور مبارك في حرب أكتوبر!
من يصدق بأنه كان لمبارك دور في حرب أكتوبر؟!.. فمن يُزور تاريخه العسكري، فهو كذاب ومدع ولا يمكن تصديقه.

مبارك زوّر صورة جمعت الرئيس الراحل أنور السادات مع رئيس الأركان الأسبق سعد الدين الشاذلي، داخل غرفة عمليات القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر.. مبارك نزع صورة الشاذلي ووضع صورته هو بجوار السادات! فمن يصدق مبارك إذن؟

حتى الآن لا يعرف أحد دور مبارك في الحرب.. إلا من خلال بروباجندا صنعها إعلامه، حين نسب النصر لما وصفه بـ"الضربة الجوية الأولى"، مشيرًا إلى نفسه باعتباره صاحب الضربة.

مبارك اختزل النصر في شخصه.. وكما زوّر صورة "السادات ـ الشاذلي".. زوّر أيضًا نصر أكتوبر واختصره في دوره وحده "لا شريك له".. وشطب أدوار كل الجيوش والأسلحة الأخرى التي صنعت هذه الملحمة العظيمة.

هذا التزوير حمل محاميًا على مقاضاة الدولة.. لأنها أقنعتنا بأن القوات عبرت القناة وحطمت خط بارليف.. بينما رئيس الجمهورية يقول إنه لم تكن هناك حرب ولا يحزنون.. إنما فقط "الضربة الجوية الأولى" التي قادها فخامته!!

الإعلام "المهندس سلطويا" يعيد هذه الأيام أسطوانته "المقرفة"، حول دور مبارك في حرب أكتوبر.. وإعادة تدويره وتصنيعه من جديد.. وكأنه قد بات مغفورًا له كل كبائره السياسية وفساده وقمعه وقتله لشعبه في السجون والمعتقلات وأقبية أمن الدولة، وفي الميادين والشوارع برصاص شرطته.. وبالسرطان وفيروس سي.. والفشل الكلوي.. وكل أمراض الدنيا، التي جلبها رجال أعماله وأركان نظامه الفاسدون والقتلة بسبب جشعهم وطمعهم وحمايته لهم.

يتحدث الإعلام القادم مما تجود به الأمعاء الغليظة، لرجال الأعمال الفاسدين.. عن "دور" مبارك في الحرب.. من منطلق المنّ على المصريين.. وأن نعمه علينا في أكتوبر "لا تعد ولا تحصى".. وكأن الله اطّلع عليه يوم 10 رمضان.. وقال له: ارتكب ما شئت من فواحش سياسية واقتصادية وأمنية في حق شعبك وبلدك، فقد "غفرت لك" ما تقدم منها وما تأخر!

مبارك كان ضابطًا محترفًا في الجيش.. يعني كان في وظيفة يتقاضى عليها أجرًا، ولم يكن يؤدي وظيفته مجانًا أو مجاملة للشعب.. لم يكن "ضابطًا محتسبًا" مثلاً.. بل يعمل بمقابل.. وكوفئ في النهاية بتولي منصب رئاسة الجمهورية.. وبمعنى آخر فإنه أخذ من البلد أكثر مما أعطاها.. هذا إن كان قد أعطاها شيئًا ذا قيمة، كما يدعي هو أو الإعلام الذي يحمل ذات جينات فساد نظام مبارك الوراثية.

مبارك.. رئيس مطرود من السلطة.. خلعته ثورة شعب حقيقية.. وليس على الشعب ديون لهذا الرئيس المطرود، كي يسددها له أو تجعله يتنازل عن حقه في القصاص منه ومن نظامه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف