المساء
السيد العزاوى
مأساة اختراق القيم تحت ستار الحرية "2"
احترام القيم والمباديء التي أرسي دعائمها الدين الاسلامي الحنيف بوسطيتها واعتدالها تأخد بيد الأمة والمجتمع نحو التقدم والرقي والسمو الأخلاقي الذي يعلي قيمة الانسان باعتباره المفضل علي سائر المخلوقات "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا" 70 الاسراء والالتزام بهذه المباديء من أهم الأساسيات لدعم أواصر الود والمحبة بين مختلف الفئات والطوائف وصدق الشاعر العربي إذ يقول:
انما الأمم الأخلاق ما بقيت
فان همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
انها الطريق لسائر الأمم للتقدم والتطور أما اختراق القيم وتجاوزها علي خدعة البعض بان ذلك يجري علي أساس حرية الانسان لاختيار ما يراه بلا أي تضييق في مسيرته في هذه الحياة. ومن شديد الأسف ان فريقا من الاعلاميين وبعض أساتذة الجامعات يؤيدون هذا الاتجاه وقد شاهدنا ذلك بوضوح في حوارات ومناقشات علي الفضائيات بقنوات التليفزيون.
انحدار القيم وتدهورها لا يساهم في أي تقدم لأي مجتمع أو تطوره وما رأينا عن بعض الشباب من انحراف بصورة تدمي القلوب خاصة الاعتراف بالشذوذ بالاضافة الي ما جري من أحداث في رحاب مدينة شرم الشيخ وقائع تحتاج وقفة من العلماء والمفكرين وأساتذة الاجتماع ورجال الأزهر لدراسة الوسائل التي أدت الي هذه المظاهر الدخيلة علي مجتمعاتنا الاسلامية والعربية. وما هي الأسباب التي أدت الي هذه السلوكيات الغريبة خاصة علي المصريين وقيمهم الشرقية الأصيلة وهل هذه التصرفات السيئة تتواءم معه شهامة ورجولة أبناء الأرض الطيبة. الواجبات والمهام الملقاة علي عاتق أهل العلم وسائر المؤسسات وأساتذة الجامعات متعددة الجوانب في المقدمة يجب ان تعقد لقاءات مع عدد من هؤلاء الشباب واجراء حوارات علمية وبصدر رحب وسعة أفق للخروج بنتائج لعلها تعيد هؤلاء الأبناء الي السلوكيات السليمة التي يتسم بها شبابنا علي مدي التاريخ. ولا يغيب عن خاطر الأساتذة والعلماء والمفكرين أن علاج هؤلاء الشباب فكريا قبل العلاح الصحي واتخاذ كافة الوسائل لإقناعهم بالعدول عن هذا الانحراف. ثم يتم العلاج الصحي لمن تعرض الظروف أدت الي الانحدار لهذا المنعطف الذي يتنافي مع رجولة المصريين!!
ولا يفوتني ان أضع أمام هؤلاء العلماء والمفكرين ورجالات الأزهر والاجتماع وعلم النفس ان سيد الخلق محمدا ـ صلي الله عليه وسلم ـ ضرب المثل في الحوار مع أمثال هؤلاء الشباب.. ففي أحد الأيام جاءه شاب واستأذن في أن يتقدم بسؤال للرسول الكريم ـ صلي الله عليه وسلم ـ فسمح له الرسول بعرض ما يراه من تساؤلات. قال الشاب: أريد أن تتيح لي الزنا؟ لم يغضب الرسول واستمع للشاب بكل اهتمام وتقدير ورد عليه بتساؤلات كالتي طرحها وقال ـ صلي الله عليه وسلم ـ: هل تقبله لأمك أو لأختك أو لإحدي قريباتك؟ قال الشاب: لا. فجاءت اجابة الرسول قاطعة حين قال: وكذلك سائر البشر لا يرضونه. وهنا اقتنع الشاب وعاد الي صوابه والسلوكيات المستقيمة ليس هذا فحسب وانما كانت هذه أساليب رسول الله صلي الله عليه وسلم في علاج أي سلبيات تقع من أي شخص فها هو ـ صلي الله عليه وسلم ـ يشاهد عدد من المصلين بالمسجد يتدافعون نحو رجل تبول بالمسجد وهم البعض بتناوله بالقول والانفعال وقبل ان يتطور الأمر تدخل رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ بأسلوبه الطيب في علاج هذا الخلل والسلوك الخاطيء. قال ـ صلي الله عليه وسلم ـ لأصحابه اتركوه.. وصبوا علي مكان تبوله كمية من المياه ونهاهم عن التعرض له بأي ايذاء تقديرا لمشاعر الرجل الانسانية وبعد وقف هذا الهجوم علي هذا الرجل الاعرابي. انتحي به الرسول الكريم ـ صلي الله عليه وسلم ـ وفي حكمة وقلب رحيم قال له: يا أخ العرب هذا المكان للصلاة وليس للأفعال التي أقدمت عليها.. وبكل سعة الصدر والرحمة أوضح له الرسول الكريم بأسلوب يتسم مع فهم هذا الاعرابي قال: ان هذا المكان للعبادة وليس لقضاء الحاجة موضحا له سلوكه الخاطيء بحنكة وحكمة. وهنا اقتنع الرجل وخرج من المسجد شاكرا لرسول الله ـ صلي الله وعليه وسلم ـ توجيهاته الحكيمة بهذا الأسلوب الحكيم وضح لنا ـ صلي الله عليه وسلم ـ الطريق لعلاج السلوكيات الخاطئة بعيدا عن الغضب والعصبية والانفعال وكذلك بعيدا عن الدفاع الخاطيء كما رأينا من البعض في علاج سلوكيات شبابنا حيث زعم البعض بأن ذلك يجري شعار الحرية للانسان. اذن لابد من استلهام حكمة رسولنا الكريم في علاج هذه السلوكيات هدانا الله جميعا الي الصراط المستقيم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف